اختطف الأمن السوري الشابة زينب الحصني (19 سنة) من بيتها في حي السباع في حمص بتاريخ 27 تموز، يوليو 2011 لاجبار شقيقها محمد المطلوب القبض عليه لمشاركته في المظاهرات ضد النظام. وقد تم تسليم جثتها المشوهة والمقطوعة الرأس والأطراف لأهلها من المشفى العسكري في حمص يوم 17 ايلول، سيبتمبر 2011. في حين كان شقيقها قد اعتقل بتاريخ 10 ايلول 2011 وتمت تصفيته تحت التعذيب وهو رهن الاعتقال وتم تسليم جثته لأهله مع جثة أخته بعد إجبارهم على توقيع وثيقة تقول بأن زينب ومحمد اختطفا وقتلا من قبل العصابات المسلحة.
في رثاءِ زينبْ الحصني
وتسـتمر قافلة شـهداء سـورية
في الأمـسِ كـانَ حمـزةُ وتامـرُ
واليومَ انضمتْ إليهما زينبْ زهرةُ الشـهداءْ
تركتْ لنا الأرضَ بظُلاّمِها ووحوشِـها
ولحِقتْ بقافلةِ الشَـهادةِ لتُـلَبيَ النِـداءْ
فتـاةٌ بعمرِ الزهـورِ ماكـانَ ذنبُهـا إلا
أنَّها مِـنْ مدينةٍ رفضتْ مهادنةَ الأشـقياءْ
مِـنْ حِمصَ العَـديَّة التي أغنَتْ
قاموسَ البطولةِ أفعـالاً وأسـماءْ
حِمصُ التي تحتضنُ سَـيفَ اللهِ عندهـا
تُشـهِرُ سَـيفَها لتَنصُرَ أهلَنـا الأتقيـاءْ
خطفوا زينبَ منَ الطريقِ كالعصاباتِ
ثمَ أعادوهـا إلى أهلِهـا أشـلاءْ
عذّبوها وقتلوها وقطّعوها بلا سَـببٍ
الانسـانيةُ مما فعلـوهُ بهـا بَـراءْ
وأنا مازلتُ أسـمعُ صوتَها في الضمائرِ
يَصَـرخُ أنْ لانامتْ أعيُـنُ الجبنـاءْ
أرادوها درسـاً لِعشّـاقِ الحريةِ فمـاجَ
الناسُ مِـنْ أجلهـا في أحَـدِ الوفـاءْ
أرادوهـا عِبـرةً لطُـلاّبِ الكرامَـةِ
فصارَ اسـمُها انشـودةً لثورةٍ عَصمـاءْ
لا أعـرفُ مـاذا قصـدوا بالتمثيلِ بهـا
إلا أنْ يقولوا للعالمِ بأنهمْ حثالةُ الأحيـاءْ
وإذا ظنـوا أنهـمْ يُرهبـونَ الثَـورةَ
فالثورةُ تسـتعرُ كلما زادتْ مجالِـسُ العَـزاءْ
والسَـكاكينُ التي مَرروها على رقابِ العِبـادِ
سَـتعرفُ طريقَها إلى رقابهمْ لتُسـكِتَ العِـواءْ
ويدَّعـونَ بأنهـمْ حُمـاةَ الدِيـارِ وهمْ مَـنْ
تركوا الدِيارَ لُـقمةً سـائغةً في فمِ الأعـداءْ
كُنا نظـنُ بأنا طردنـا الاسـتعمارَ ولكـنْ
يومَ طردِهِـمْ سـنحتفلُ حقاً بعيدِ الجَـلاءْ
نظامٌ لايحتمل الوطـنُ معهُ مزيداً منَ الأعـداءِ
ولاتحتاجُ إسـرائيلُ معهُ لمزيدٍ منَ الأصدقـاءْ
أيا دولةَ العصاباتِ أيقني فالثورةُ ماضيـة
وزينبُ أضافتْ لها صفحَـةً مِـنْ ضِيـاءْ
ويا أُمَّ زينبَ سـامحينا ولكنْ أيقنـي
فالناسُ معكمْ في السَـرّاءِ والضـرّاءْ
دمُهـا صارَ في عنُـقِ الثُـوارِ دينٌ لايُوفى
إلا حينَ يُنفَّـذُ في المُجرمينَ حُـكمُ القضـاءْ
وحينَ نمرُ غـداً على قبورِهِـمْ سَـنجدُ
عليها ابتسـامةً لزينبَ ممهورةً بإمضـاءْ
فهيَ اليومَ ترفعُ بيَـدٍ شِـعلةَ الثَـورةِ
وبالثانية ترفَـعُ عاليـاً لهـا الِلـواءْ
جعلها الشَـعبُ رَمزاً منْ رُموزِ ثورتِـهِ
سَـيفاخرُ بها إلى يومِ تنفطِـرُ السَـماءْ
إلى يومِ تظهرُ الشَمسُ منَ الغَـربِ
ويُشـهَرُ العَـدلُ ويُنصفُ الأبريـاءْ
زينبُ وشَـقيقُها اليومَ في رفقةِ الملائكَـةِ
أحتسِـبهما معَ الصِيديقينَ سَـواءً بسَـواءْ
***
شـعر: طريف يوسـف آغا
هيوسـتن / تكساس
جمعة (النصر لشامنا ويمننا) 2 ذي القعدة 1432 / 30 ايلول، سيبتمبر2011