الإصلاحُ بتقْليعِ الأظافِـرْ
قالوا أنَّ الإصلاحَ موجودٌ في برامِجهِمْ
وأنَّ نظامَهمْ بتطبيقهِ سَـيُفاخِـرْ
وأنَّ بلدَنا سَـيُصبحُ قدوةً لغيرهِ
وأنَّ بانتظارهِ مستقبلٌ زاهِـرُ وباهِـرْ
ولما بدأَ الاصلاحُ بدؤا باعتقالِ الأطفالِ
وتشـويهِ الوجوهِ وتقليعِ الأظافِـرْ
وسَـلخوا جلودَ الأحياءِ وقطَّعـوا أجسـادَهُمْ
وسَـرقوا أعضائهُمْ وباعوها في المتاجِـرْ
ودكّـوا المدُنَ ومرّوا عليها بالدباباتِ
مِنْ حيثِ مرّوا، تركوا آثّـارَ حوافِـرْ
مِـنْ حيثِ مَـرّوا سـالَتِ الدِماءُ أنهـاراً
وتركـوا خلفَهمْ آلافَ المقابِـرْ
جرائِمُ لاتخطرُ على بالِ إنسـانٍ
وقفَ العالمُ أمامَ تفسـيرِها حائِـرْ
لايمكنُ لِمُرتكبيها أنْ يكونوا مِنَ الناسِ
حتى وإنْ كانتْ قلوبُهمْ قد صارتْ محاجِـرْ
مافَـرَّقوا بينَ الأطفالِ والشـيوخِ والنِسـاءِ
مافَـرَّقوا بينَ الأحرارِ والحرائِـرْ
جعلوا البلادَ مَسـلخاً بَشَـرياً
فباتَ البَشَـرُ يتأرجحونَ بينَ مَنحورٍ وناحِـرْ
جعلوهـا تبدو كَـيومِ القِيامَـةْ
فهُنـا حُجراتٌ للتعذيبِ وهناكَ مَحاشِـرْ
أصواتُ العَـويلِ تمتزجُ بالعَـنينِ
وأصواتُ الاسْـتغاثةِ توحي بالمصائِـرْ
القذائفُ تُـزمجِرُ في السَـماءِ كالرعـودِ
ونارُ الحرائِقِ يُعمي الأبْصارَ والبَصائِـرْ
الصواريخُ تزلزلُ الأرضَ تحتَ سـاكنيها
والدُخـانُ الأسـودُ يحجبُ كُلَّ المناظِـرْ
جعلوا الوطَـنَ دريئَـةً للمَدافِـعِ
جعلوهُ بالحياةِ فقيراً وبالموتِ عامِـرْ
وتركـوا للناسِ خيارَ الأكـفانِ
أو أنْ يكـونوا عَبيداً لنِظامٍ داعِـرْ
وحينَ ينتهونَ مِنْ إصلاحاتِهِـمْ
سَـتكونُ البلادُ قد صارَتْ للآخرةِ معابِـرْ
ولكِـنْ نَسـوا أنَّ شَـعباً أرادَ الحياةَ لايُهْـزَمُ
ولايُخـذَلُ شَـعبٌ إذا كـانَ اللهُ لَـهُ ناصِـرْ
***
شـعر: طريف يوسـف آغا
كاتب وشـاعر عربي سـوري مغترب
هيوسـتن / تكسـاس
جمعة (روسيا تقتل أطفالنا) 18 ربيع الأول 1433 / 10 شباط، فيبروري 2012
http://sites.google.com/site/tarifspoetry