أطفال وطني والعيد

أطفـالُ وَطنـي والعيـد

في نعي الطفلة الشهيدة علا جبلاوي (سنتين ونصف)

استشهدت برصاص (الإصلاح) في مدينة اللاذقية بتاريخ 14 أوغست 2011

أطفـالُ العالَـمِ يتحضرونَ للعيـدِ

ليسَ في قلوبهمْ هَـمٌ ولا أحـزانْ

يشـترونَ المَلابسَ والألعابَ حينـاً

ويحلمـونَ بالفرحِ في كلِ الأحيـانْ

يَنعمـونَ بالأمـانِ والحُـبِ

ينامـونَ الليلَ مِـلءَ الأجفـانْ

أما أطفـالُ وطنـي فيُحمَـلونَ إلى المقابِـرِ

تُجَـلِلُهمْ الأكاليـلُ ويلبِسـونَ الأكفـانْ

والثقـوبُ تَمـلأُ رؤوسَـهمْ والأجسـادَ

يشـترونَ الحُـريَّـةَ بأغلى الأثمـانْ

وهُـمْ سَـينامونَ الليـلَ مِـلءَ جفونهِـمْ

لكـنَ لَيلَهُـمْ ونهارَهُـمْ سَـيكونُ سَـيّانْ

لَـنْ يعـودوا أطفـالاً ولكـنْ جُـثَثاً

لَـنْ تعـودَ لهُـمْ هَـيئةُ الانسـانْ

سَـيبكي ذَووهُـمْ عَـليهمْ دَمَـاً

ثُـمَ تطويهِـمْ صَفحَـةُ النِسـيانْ

أطفـالُ العالَـمِ يتحضرونَ لاسـتقبالِ العيـدِ

أطفـالُ وطنـي اسـتقبلهمْ عَسـكرُ السُـلطانْ

ما حصلَ لأطفـالِ وطنـي قبـلَ العيـدِ

يعجَـزُ عَـنْ وصفِـهِ الِلسـانْ

وتأنَفُ العَيـنُ مِـنَ النَظَـرِ إليـهِ

وتَشـيبُ مِـنْ رؤيَتِـهِ الـوِلـدانْ

وتَترفَـعُ عنـهُ وحوشُ الغـابِ

ويتبَـرّأُ مِـنْ وِزرِهِ الشَـيطانْ

فبِـأيِ شَـئٍ سَـتعودُ عليهمْ ياعيـدُ؟

بعَبَـق ِ مَـوتٍ أمْ بنعيق ِ غُـربان؟

أطفـالُ وطنـي ياعيـدُ ما عـادَ لهُـمْ

سِـوى فـي المَقابِـرِ خِـلاّنْ

صَبراً أطفـالُ وطنـي فاني أسـمعُها

أصواتَ الحُـرِّيَةِ ما عـادَتْ هَـذيانْ

والحُـرِيَّةُ إنْ هَـلَّتْ بَشـائِرَهـا

فهِـيَ العيـدُ وهِـيَ الحيـاةُ والسُـلوانْ

***

شعر: طريف يوسف آغا

هيوستن / تكساس

الثلاثاء 16 رمضان 1432 / 16 آب، أوغست 2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry