الحُـكَّـامْ

الحُكّـامْ

مع اعتذاري لكل حاكـم يرى صورتـه في هذه القصيدة

يُسَـمونَ أنفسَـهمْ بأبناءِ الشـعبِ الأبرارْ

والشـعبُ مِـنهمْ بَـراءْ

إنْ كـانوا يُجـيدونَ شَـيئاً

فهو السَـلبُ والنَهـبُ

وكـذلِك التفنـنُ

بسَـلخِ جُـلودِ الأحـياءْ

المُعارَضَةُ في قاموسِـهمْ جَـريمةٌ لاتُغتفَـرْ

عُـقوبَتها عَـذابٌ صِـلَتُهُ بالإنسـانيةِ إفـتِراءْ

ليسَ أكـثرُ مِنهُـمْ نفاقـاً

إنْ فتحـوا أفـواههمْ فاغـلقْ أذنيكْ

يَدعـونَ للوحـدَةِ

ويَرتدونَ فُـرقاءْ

يَـتغَنونَ بالحُـريةِ

ويَـغِلونَ بالسـلاسـلِ يَـديكْ

يُصَـلونَ للإشـتراكيةِ

ويُقسِـمونَ للغَـربِ قَسَـمَ الـوَلاءْ

يَنتَصِبونَ على مِنَصـاتِ الخَـطابةِ

فيطوَلونَ ويقصرونْ

وكـأننا لسـنا بعـدُ

في عَصـرِ الـذرةِ أو الفَـضاءْ

ويدعونَ خِـطاباتِهمْ زئـيراً وطـنياً

وما هي إلا مزيجاً مِـنَ النباحِ والرياءْ

لـو كـانَتْ لَـديهمْ غيرةٌ

أو ذرةُ كرامَـةٍ لطمروا أنفسَـهمْ

ولكـنْ متى كـانتْ للجَـلادينَ كَـرامَـة

ولِلُصوصِ كِـبرياءْ؟

مـا مَـللناهُـمْ ولكِـنْ قَـرفناهُـمْ

لا نحبُ رؤيتَهُـمْ إلا وهُـمْ في عِهـدَةِ القضـاءْ

أو تائِهـينَ في زوايـا الأرضِ

أو في طَـريقِهمْ إلى السَـماءْ

لِلقـاءِ ضَحايـا مَـذابحِهِمْ التي

ما فَـرقتْ بينَ أطفـالٍ ورجالٍ ونِسـاءْ

***

لا أفهَـمُ طـبيعةَ الحُكـامِ

هلْ هُـمْ حقاً بشـرٌ مثلنا؟

هَـلْ عندهُـمْ رحمة

هَـلْ لـديهمْ حَـياءْ؟

هَـلْ لهُـمْ قُـلوبٌ كَـقلوبنا؟

هَـلْ لهُـمْ أمَهاتٌ، هَـلْ لهُـمْ أبنـاءْ؟

مَـنْ كـانَ لَـهُ كُـل ذلِـكْ

كيفَ برَبـكَ يُصبحُ سَـفاكَ دِمـاءْ؟

وكُـلُ ضحيةٍ دفنـوها لها أمٌ

ولها إخـوةٌ ولها أولادْ

أسَـفي عليك يا وطني

جعلوكَ دارَ أيتامٍ وجعلوكَ دارَ عَـزاءْ

***

هَـلْ هُـمْ حقاً بشـرٌ مثلنا

أم مِـنْ كـوكـبٍ آخـرَ أتـوا؟

هَـلْ هَـذهِ حـقاً وجوهَهُـمْ

أمْ أقـنِعَةٌ أمْ طِـلاءْ؟

لا أعتقِـدُ مَـنْ يَرتكِـبْ مجازراً

كـتلكَ المجازرِ بَشـرٌ

لا فرقَ بينهُـمْ وبيـنَ وحوشِ الغابَـةِ

سِـوى الذَيْـلِ والعِـواءْ

وعُـذراً مِـنْ وحوشِ الغابَـةِ

فهي لا تقتِـلُ إلا مِـنْ أجـلِ البَقـاءْ

ولكِـنْ وحوشُ الحُكّـامِ

تقتِـلُ لتَسـلِبَ و تبغي

تقتِـلُ مِـنْ أجْـلِ الكُرسِـي

ومِـنْ أجْـلِ الإثـراءْ

أسَـفي عـليكَ ياوطـني

جـعلوكَ مَغـارةَ عـلي بابا وجَـعلوكَ دارَ بَـغاءْ

***

أكـثرُ مِـنْ نِصفِ قَـرنٍ مَضى

على رحـيلِ الإسـتعمارْ

أكـثرُ مِـنْ نصفِ قـرنٍ مضى

على ما نُسَـميها بأعـيادِ الجَـلاءْ

لاأعـرفُ بأيِ مَـنطقٍ مازلنـا ندعـوها أعياداً

وما أتانا مِـنْ بعدها سـوى الهَوانُ والبلاءْ

لمْ يُجرمِ الإسـتعمارُ في حَـق شـعوبنا

كـما أجـرمَ الحُكـامْ

منذ اسـتولوا على الحُكـمِ

ما عـادَ الشـعبُ بحـاجَـةٍ لأعـداءْ

أنصفهُـمْ المثَـلُ الذي جَـمَعهمْ

مَـعَ الظُـلاّمِ وأولادِ الحَـرامْ

رفَـعَهمْ اللهُ عـنا

فهُـمْ أسـوأ مِـنَ الوبـاءْ

هُـمْ في الحَـقيقةِ كـالإسـتعمارِ

نقمَـةٌ لامَـثيلَ لـها

هَـمْ كـالإسـتعمارِ

داءٌ ليس لـهُ سِـوى الكـيِّ دواءْ

***

شـعر: طريف يوسـف آغا

هيوستن/ تكسـاس

جماد الأول 1423/ نيسان، إبريل 2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry