حُكّـامٌ لايُشـبهونَ أحَـداً

حُكّـامٌ لايُشـبهونَ أحَـداً

حَـدَّثَنا التاريخُ عَـنْ حُكـامٍ

مِـنْ كافَـةِ الأشـكالِ والألـوانْ

مِنهمُ الحَكيمُ والعالِـمُ، والغازي والفاتِـحُ

والزاهِـدُ بالدنيا وصاحِبُ الأملاكِ والأطيـانْ

ومِنهمُ القائِـدُ المُلهَمُ والزعيمُ الخالِـدُ

والرئيـسُ المُفـدّى والمَـلِكُ والسُـلطانْ

وهذا نورُ الشَـمـسِ ووجهُ القمَـرِ

وذاكَ فخـرُ المفاخِـرِ وفارِسُ الفُرسـانْ

حَـدَّثَنا التاريخُ عَـنِ الكثيرِ الكثيرِ ولكنَّـهُ

لمْ يُحَـدِّثنا عمَّـنْ يُشـبِهُ بعضَ حُكّـامِنا العُربـانْ

فواحدهُـمْ يَجمعُ كلَّ ما سَـبقَ ذِكرهُ وأكثَـرْ

هوَ ظاهِـرةٌ لمْ تأتِ ولنْ تأتِ بمثلِها الأزمـانْ

فهوَ أيضاً المهندسُ والدُكتورُ والعالِمُ والمُعلِـمُ

وأبُ الشَـعبِ والأخُ والرَفيقُ والإنسـانْ

هوَ الطيّـارُ والمِظَلِـيُّ والمناضلُ العتيـدُ

والجنرالُ الذي دوَّخَ الإنـسَ والجـانْ

هوَ مَـنْ أرسَـلَهُ اللهُ حينَ طلبنا المَـدَدَ

صانِعُ الفُلكِ ومُنقِـذُنا مِـنَ الطوفـانْ

هوَ السِـياسـيُ المُحنَّـكُ والديبلوماسِـيُ المُخضرَمُ

والمُؤمِـنُ الذي يُوزِعُ الورَعَ بالأطنـانْ

هوَ مَـنْ يَسـتَحِقُ رئاسَـةَ العالَـمِ كُلَّـهُ

فأينَمـا يذهَبُ، يُشـارُ إليهِ بالبَنـانْ

باختصارٍ، (خَـرَطَهُ الخَـراطْ وقَـلَبَ ومـاتْ)

فريـدُ عصرِهِ ووحيـدُ الزَمـانْ!

***

مَهلاً فلـمْ تنتهِ مَواهبُ حُكـامِنا بَعـدْ

فعملُ واحدِهِـمْ وعملُ المُهَـرِجِ سَـيّانْ

وهوَ نَخاسٌ يَرى في الناسِ عبيـداً

وتاجِـرٌ يبيعُ الشَـرفَ بأبخَـسِ الأثمـانْ

هوَ نَجّـارٌ يَجيدُ تنجيـرَ الخوازيقِ

وطَحّـانٌ يطحنُ شَـعبَهُ والأوطـانْ

وهوَ بَـلاّطٌ يُبلِّـطُ في الحُكـمِ فلا يُغادرُهُ

ولَحّـامٌ يَظُـنُ أنَّ شَـعبَهُ قُـربانْ

وهوَ دَهّـانٌ وأفضلُ طِـلاءٍ عنـدَهُ الـدَمُ

ومُطَهِـرُ أولادٍ ولاعِبُ كُشـتُبانْ

وهوَ مُغسِـلٌ ومُكفِـنٌ وحَفّـارُ قبـورٍ

وبطبيعتهِ هوَ أيضاً راعي قُطعـانْ

كـما أنَّـهُ في عالَـمِ الطبيعةِ مَعـروفٌ

يُحِبُّ الظَـلامَ كالخفافيـشِ ويَطيرُ معَ الغُـربانْ

يَنعَـقُ كالبومِ ويُنافِـسُ الضَفادعَ بالنَقيـقِ

ويَنهَـقُ ويَفِـحُ ويَنبَـحُ كالسَّـعرانْ

يُرافِـقُ الضِباعَ ويأكُـلُ مَـعَ الجَـرادِ

ويَتباهى كالطاووسِ ويَتلوى كالثُعبـانْ

ويَجري مِـنْ سـاحةِ المعركةِ كالنعامَـةْ

ويَعرفُ متاهاتِ المَجاريرِ كالجِـرذانْ

مَهلاً فلمْ تنتهِ لائِحةُ المواهِبِ بَعـدْ

مازالَ في قصيدةِ حُكّـامِنا بيتـانْ

فهمْ أحياناً يَصلُحـونَ لَزقَـةً بَيطريـةً

وزَيتَ خَـروَعٍ وما لايَخطـرُ في الحسـبانْ

كمـا ويمكِـنُ اسـتعمالهمْ كوَرَقِ حَمّـامٍ

ليـسَ أحيانـاً، ولكِـنْ في كافَـةِ الأحيـانْ

***

شـعر: طريف يوسـف آغا

كاتب وشاعر عربي سوري مغترب

هيوسـتن / تكساس

جمعة (المنطقة العازلة مطلبنا) 7 محرم 1433 / 2 كانون الأول، ديسيمبر2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry