شكراً أصالة

شكراً أصالة

وجهت قبل أيام كلمة شكر للمخرج الوثائقي الأمريكي مايكل مور على رسالته لكل من النظام والشعب السوريين والتي قال فيها الرجل باختصار أن الصراع التاريخي بين الديكتاتورية والشعوب هو في النهاية لصالح الشعوب، مهما طال زمن الصراع أو اختلف مكانه الجغرافي، وبالتالي فلا داعي لسفك المزيد من الدماء البريئة.

ولكن وبعد هذه الكلمة، رأيت أن علي العمل بالمثل القائل الأقربون أولى بالمعروف وأن المطربة السورية أصالة نصري تستحق أيضاً التقدير على موقفها الذي أعلنته مؤخراً مما يجري في بلادنا. وبالرغم من أني لست من عشاق الموجة الجديدة من الأغاني العربية، كوني من جيل نشأ على أغاني فيروز وأم كلثوم ووديع الصافي وصباح فخري، إلا أن الأغنية عندما يجتمع فيها جمال الكلمة وروعة اللحن وموهبة الصوت، فلا يمكن إلا إعطائها حقها من التقدير. ومن تلك الأغنيات التي قدمتها أصالة أذكر قصيدة هذي دمشق لنزار قباني وكذلك قصيدتي القدس وفلسطين، وهي الأغاني التي أعتقد بأنها تتربع على عرش قائمة اعمالها.

من جهتي، فقد فوجئت بالموقف الذي أعلنته أصالة من الثورة السورية، خاصة وبعد المواقف المعلنة لمعظم الفنانين السوريين الذين أعجبتهم نظرية المؤامرة ومن أمثال هؤلاء الذين ذهبوا أبعد من ذلك ووصفوا المتظاهرين بالحشرات، في حين كان بامكانهم أن يتخذوا مواقفاً أكثر اعتدالاً أو وسطية. وهذا مافعله العقلاء منهم إجلالاً لدماء المئات ممن سقطوا والآلاف الذين اعتقلوا ومن مازالوا رهن الاعتقال لمطالبتهم بالحرية.

ولهذا فلا يسعني إلا أن أهنئك على هذا الموقف الشجاع الذي فتح الباب أمام بقية الفنانين ليقولوا كلمتهم ويسجلوا أسمائهم في سجل هذه الأحداث التاريخية التي يمر بها الوطن. وهذا مافعلته من جهتي ككاتب وشاعر مغترب عندما وجهت رسالة عبر البريد الالكتروني إلى السفير السوري في واشنطن قبل اسبوعين مطالباً إياه بالتدخل شخصياً لوقف حمام الدم الذي يجري هناك، وكذلك عندما نشرت قصيدتي الحديثتين (ووصل الطوفان إلى بلاد البعث) و(المؤامرة). فلا أعتقد بأن إنساناً عنده ذرة ضمير يمكن أن يبقى متفرجاً وهو يرى آثار التعذيب على الأطفال ويشاهد اكتشاف المقابر الجماعية ويشاهد عناصراً مدججة بالسلاح تدوس بالأقدام على المدنيين العزل، ليس في إسرائيل ولكن في قرية سورية.

تحيتي لكِ على موقفك هذا وأدعوكِ لزيارة موقعي الشعري الخاص على غوغل وقراءة أعمالي الشعرية والنثرية والمجودة أيضاً على أكثر من مئة موقع على الانترنت وكذلك على فيسبوك ويوتوب، وأتمنى أن نجتمع بعمل مشترك في المستقبل.

طريف يوسف آغا: كاتب وشاعر عربي سوري مغترب

هيوستن/ تكساس

جمادي الثاني 1432/ أيار، مايس 2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry