وانهـارَ سَـدُ مَـأربْ

سد مأرب هو سد يمني تاريخي يعود بناؤه إلى القرن الثامن قبل الميلاد ويعتبر أقدم سد في العالم. انهار عد مرات كان آخرها في القرن السادس الميلادي ويقال أن ذلك كان بسبب الظلم والجور اللذين مارسهما الحكام وسادا البلاد، فسلط الله الجرذان لتقوض أساساته بأسنانها، فانهار وجرف معه كل شئ. وبغض النظر عن صحة سبب انهياره والعبرة من ذلك، فقد ارتبط الحدث بانتهاء فترة ظلم وفساد سياسي في تاريخ اليمن.

وانهـارَ سَـدُ مَـأرِبْ

وجرفَ معهُ لصوصَ اليَـمنْ

انفكَ السِحرُ ياصالحْ

وانهارَ سَـدُ مأرِبَ مِنْ جديدْ

وكما قَـرَضَتِ الجِرذانُ السَـدَ

قَـرَضْتَ أنتَ وحاشِيتكَ الوطنَ فجعلتوهُ قديدْ

جعلتوهُ وطنَ الفقـرِ والجوعِ

منْ بعدِ أنْ كانَ يُعرَفُ باليَمَنِ السَعيدْ

فأتَتكَ أمواجُ الشعبِ هادِرَةً

لا تريدُ سوى جرفكَ ياعـقيدْ

وأمواجُ الشعبِ كالفـولاذِ

لا يُـثنيها رَصاصٌ ولا يفِلُّها حَـديدْ

كُـلما جَـرَفَـتْ مِنكمْ ثُـلةً

قالتْ هَـلْ مِـنْ مزيدْ؟

لا يَهُمُ ماذا تريدُ أنتَ والحاشيةْ

فالشعبُ فاعلٌ بكمْ ما يُريدْ

وإنْ كانَ في بأسِـكمْ إجـرامٌ

فإنَ بأسَ الشعبِ لشَديدْ

في دِماءِ الشَعبِ نورٌ وحقٌ

ولكنْ في دمائكمْ ظَلامٌ وصديدْ

وما بالُـكَ لاتفهمُ كلِمَةَ إرحَـلْ؟

ما بالُ ذِهنكَ خامِلٌ وبليدْ؟

كيفَ تُـريدنا أنْ نقولها لكَ؟

هلْ تُـريدنا أنْ نُرسِلها لكَ بالبريدْ؟

إرحلْ يارجلْ وكفاكَ حُـمقاً!

كأنَّ بَينكَ وبَينَ الحَـماقةِ حُـبٌ وطيدْ!

وكفاكَ أوامراً كفاكَ وعيداً

فالشعبُ قَـدْ كسرَ أغلالَ العبيدْ

كفاكَ هُـتافاً كفاكَ وعـوداً

كلُ وعودكَ اليومَ ماعادتْ تُــفيدْ

والنهايةُ أراها صارتْ

أقربُ إليكَ مِنْ حبلِ الوريدْ

حاكمٌ مِنْ أمثالكَ لاينتهي

إلا صَريعاً أو سَجيناً أو طريدْ

والشعبُ عنْ مطلبِ رحيلكَ

وبأيةِ طريقةٍ، لـنْ يَحيدْ

سَـيُعلِنُ يومَ رحيلكَ عُرساً وَطنياً

سَـيُضيفُ لأعيادهِ برحيلكَ يومَ عيدْ

كلمات: طريف يوسف آغا

هيوستن / تكساس

جمادي الثاني 1432 / أيار، مايس 2011