قصة الخليفة والساعة

بعد إعلان تنظيم (داعش) لاقامة (دولة الخلافة)، ظهر زعيمه (البغدادي) لأول مرة على العلن في أحد مساجد مدينة الموصل العراقية ملقياً خطبة الجمعة 4 تموز 2014. وبالرغم من المجازر التي ارتكبها هذا التنظيم بحق المدنيين السوريين والعراقيين، والخدمات التي قدمها لنظام (الأسد) بتشويه وجه الدين وكذلك وجه الثورة السورية ومحاربتها بالنيابة عنه وسرقتها من أصحابها، فقد تحدث في خطبته عن الجهاد ونصرة المظلومين والعمل للآخرة وليس للدنيا. وكأن كل هذا النفاق لم يكفيه، فقد ظهر وفي يده ساعة قدرت قيمتها بآلاف الدولارات، مما لايمت لمواعظه بأي صلة.

قصة الخليفة والساعة

جمعة (جيش موحد لاستعادة الثورة)

بقلم طريف يوسف آغا

وقفَ الرجلُ على المنبرِ وقالْ

بايِعوني فأنا هوَ الخليفَةُ الموعودْ

أنا مَنْ ذَبحكُمْ وصَلبكُمْ وجَلدكُمْ

أنا مَنْ عاهَدَكُمْ فخانَ العُهودْ

لافرقَ بيني وبينَ أنظمةِ القَهرِ

وإنَّ أعمالي على ماأقولُ شُهودْ

وبخُصوصِ ساعَتي الثمينَة، فالمثَلُ يقولْ

(عَينُ الحَسودِ فيها عودْ)

***

وقفَ الرجلُ على المنبرِ وقالْ

بايِعوني فبَيعتي فَرضٌ مِنَ السَما

أنا مَنْ لمْ يحاربِ النِظامَ يَوماً

ولكنْ حارَبتُ دَوماً مَنْ لكُمْ حَمى

أنا مَنْ غدرتُ بثَورةِ الحريَّةْ

وأزهَقتُ الأرواحَ وهَدرتُ الدَما

وبخُصوصِ ساعَتي الثمينَة، فالمثَلُ يقولْ

(عَينُ الحاسِدِ تُبلى بالعَمى)

***

وقفَ الرجلُ على المنبرِ وقالْ

بايِعوني فأنا هوَ خَليفةُ الغفلَةْ

انظروا إلى الايمانِ يَقطرُ مِنْ لحيَتي

وانظروا إلى أتباعي يَقطُرونَ جَهلا

أنا مِنْ أمامِكُمْ وبشارُ مِنْ ورائكُمْ

مِنَ القِلّةِ لَنْ تجدوا بيَ عِلّةْ

وبخُصوصِ ساعَتي الثمينَة، فليسَ ذنبي

أنَّ عَهْدَ الساعاتِ الرَمليَةِ قَد ولّى

***

وقفَ الرجلُ على المنبرِ وقالْ

بايِعوني فأنا الهاشميُ مِنْ بني ربيعَةْ

إذا لبستُ العَمامَةَ تَعرفوني

والرؤوسُ التي تعارضُني سأقطُفُها جَميعا

لَيسَ بَيني وبَينَ رفاقِ البَعثِ فَرقٌ

حينَ تُنادي المجازرُ نكونُ في الطَليعَةْ

وبخُصوصِ ساعَتي الثمينَة، فارتاحوا

سأدفعُ عَليها الزكاةَ حَسَبَ الشَريعَةْ

***

وقفَ الرجلُ على المنبرِ وقالْ

بايِعوني فأنا صاحِبُ أفضالٍ علَيكُمْ

جَعلتكُمْ هَدفاً لمشاريعِ الغَزوِ والتَقسيمِ

كُلُّ العالمِ بشرقهِ وغربهِ باتَ يَكرهُكُمْ

وخدمتُ أصحابَ المشاريعِ الطائِفيَةِ

وشوَّهتُ سُمعةَ الدينِ وسُمعتَكُمْ

وبخُصوصِ ساعَتي الثمينَة، فسأحتفِظُ بها

أ أعجبَكُمْ ذلكَ أمْ لمْ يُعجبْكُمْ

***

(نثرية يسمح بنشرها دون إذن مسبق)

طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سوري مغترب

عضو رابطة كتاب الثورة السورية

هيوسـتن / تكسـاس

جمعة (جيش موحد لاستعادة الثورة) 14 رمضان المبارك 1435 / 11 تموز، جولاي 2014

http://sites.google.com/site/tarifspoetry