في رثاء أبي عبيدة

كتبت هذه القصيدة في رثاء أبو عبيدة عمران الذي توفي إثر حادث اعتداء جبان عليه من قبل

مجرمين في محله التجاري في هيوسـتن مسـاء الجمعة الثالث من رمضان

431، الموافق 13 آب / أوغسـت 2010. كان أبو عبيدة من وجوه الجالية العربية

الفلسـطينية الشـقيقة هنا في المدينة ومن رجالاتها الفاعلة على المسـتويين الإجتماعي

والإنسـاني وعمل من أجل الدفاع عن الحقوق السـياسـية والمدنية للشـعب الفلسـطيني في

الوطن المحتل والجالية في أمريكا. كنت قد تعرفت عليه منذ أشـهر قليلة من خلال

الأمسـيات الشـعرية التي أقيمها في هيوسـتن وتلك الثقافية التي كان يقيمها تحت لواء فرقة

العودة للتراث والمشـاريع الخيرية. كان من المسـاهمين في تأسـيس هذه الفرقة التي

تهدف إلى جمع شـمل الجالية ومسـاعدتها من جهة وتعريف المجتمع الأمريكي بحقيقة العدو

الاسـرائيلي من جهة ثانية. رحمه الله وألهم أسـرته وذويه الصبر والسـلوان.

ألقيت هذه القصيدة أمام جمهور حي في هيوستن مساء الأحد 10/10/10 مع قصيدة خواطر

عربية من المهجر. يمكن مشاهدة فيديو القصيدة من الرابط في أسفل الصفحة

في رثاء ِ أبي عُـبيدة ْ

أبو عبيدة عمران (1967-2010)

رَحَـل َ الرَجُـل ُ في الأمس ِ

رحَـل َ الرَجُـل ُ في لمْح ِ البَصَر ْ

ماعَـرفتـُه ُ مُنذ ُ زَمن ٍ ولكِن ْ

ماعَـرفت ُ عَـنه ُ إلا الهـِمَّة َ وبُعد َ النظـَـر ْ

وماعَـرفت ُ له ُ إلا قلبا ً مَـقاسَـه ُ الدُنيا

ويدا ً سَـخِيَّة ً سَـخاء َ المَطـَـر ْ

وحَمِـيَّـة ً تكاد ُ لا تنضُب ُ

ونـُبلا ً يُحاكي نـُبل َ الشـَـجَـر ْ

فهُـوَ مَن ْ أعطى بغير ِ حِسـاب ٍ

وهُـوَ مَن ْ لِخواطِر ِ الأيتام ِ جَـبَـر ْ

وهوَ في ظلام ِ الإحتلال ِ الظالِم ِ

كان َ لوَطنِه ِ كضَوء ِ القـمَـر ْ

كان َ لوَطنِه ِ السَــنـَـد ُ وكان َ الأمَل ْ

وكان َ له ُ الزاد ُ وكان َ الثـَمَـر ْ

طالما توانى بحَـق ِ نفسِـه ِ وقـصَّر ْ

ولكِـن ْ بخِـدمَة ِ الحَـق ِ ما مَـرَّة ً تأخـَّر ْ

ومانسِـيَّ في يوم ٍ أرضَ بورين ْ

عَـمَّرَ عَـليها وزَرَع َ فيها ولها انتصَر ْ

ويَوم َ اسـتغاثت ْ غزَة ُ هَب َّ وكان َ

إليها في مَقدِمَة ِ مَن ْ عَـبَـر ْ

وما مَشـت ْ مَسيرة ٌ هُنا إلا وكان َ

أول ُ مَن ْ سـار َ فيها وأول ُ مَن ْ حَـضَر ْ

حَمَـل َ القضية َ على كتِـفيه ِ

وجَمَع َ لها مِن ْ كل ِ ألوان ِ البشـَـر ْ

جَمَع َ العَـرَب َ وغير َ العَـرَب ِ

وهو َ لجَـمعِهم ْ حـياتـَه ُ نذر ْ

كم ْ مِن ْ مَرَة ٍ خاطر َ بحياتِه ِ ؟

وكم ْ مِن ْ مَرَة ٍ للمَوت ِ زجَـر ْ ؟

فأتى يَومُه ُ في رَمَضان َ ليَرحَـل َ عَـنّـا

نذرَ حَياتـَه ُ لِـفِـلِســطين َ وعلى الشـَـهادَة ِ فـَـطـَـر ْ

العَـين ُ عَـليه ِ اليَوم َ بَكـَـت ْ

والقلب ُ مَعَها عَـليه ِ انـفطـَـر ْ

فارس ٌ وإن ْ ترَجَّـل َ في المِهجَـر ِ

فهوَ في يوم ٍ لهُموم ِ شـَـعبـِه ِ ماهَجَـر ْ

رَحَـل َ أبو عُبَيدة َ وماترَك َ لـنا

إلا التسـليم َ بقضاء ِ الله ِ والقـدَر ْ

***

شعر: طريف يوسف آغا

هيوستن / تكساس

رمضان1431 / آب 2010