في رثاء أم صديق

يرجى الضغط هنا للتعليق على القصيدة

كتبت هذه القصيدة في رثاء أم صديق توفيت بنوبة قلبية مفاجئة قبل ثلاثة أيام من موعد

حضورها من الأردن لزيارة إبنها المقيم في هيوستن. فبدلا من إستقبالها في المطار، أقام

مراسم إستقبال المعزين بها ولاحول ولا قوة إلا بالله

في رِثاء ِ أُم ِ صديق ْ

قالَ لها: ياأمي الغربة ُ كُربَة ٌ قبلناها ولكن ْ بدونِك ِ كانت ْ أكرَب ُ

ماهَنِئتُ بطعام ِ مائدةٍ ماكنتِ عليها ولا ارتويتُ بماء ٍ حينَ كنتُ أشرب ُ

كلُ يوم ٍ لمْ أسمَعك ِ فيهِ ضاع َ وكُلُ سَهرَة ٍ ماكُنت ِ فيها لاتُحسَب ُ

لمْ تَعُد ِ الحَياة ُ بدونِك ِ كما كانتْ باتَتْ إلى وَحشة ِ الصَحراء ِ أقرَب ُ

عطفُك ِ وحنانُك ِ ماكانَ لهُما مثيل ٌ وكلماتُ الرِضا مِن كُلِ الكلام ِ أطرَب ُ

هلْ تَذكُرينَ يومَ السفَرِ وصاياكِ ؟ بأنْ أعتنيْ بنفسيْ وبالحلالِ أكسَب ُ

وأنْ لاأنساكمْ ولاأنسى وَصلَكمْ ولاأطيلُ الغيابَ عنكُمْ ولكُمْ أكتُب ُ

ياأميْ أنا نفذتُ وَصاياك ِ ولكنْ أتذكرينَ أيضاً ماكُنتُ مِنك ِ أطلُب ُ ؟

أنْ تبقيْ تاجاً يُـزين ُ رؤوسَنا ومنْ حولِنا مَلاكاً يُـرَفرِفُ ولايَذهَب ُ

أنْ تبقي القَلبَ الذي يَجمَعُنا والحُضنَ الذي دائماً إليهِ نَهرُب ُ

نَفَذتُ وَصاياكِ ولمْ تُحَقِقي طَلَبي وتواعَدنا أنْ تَحضري وتركتيني أتَرقَبُ

كُنتُ سأراكِ في المطارِ فلمْ تَصِليْ كُنتُ بانتظاركِ وأنا للإنتظارِ أرهَب ُ

سَيأتيْ الربيع ُ هذا العام ُ بدونك ِ إنْ تَفَتَّحَتْ أزهارُه ُ فَعلَيها سأعتَب ُ

وإنْ مَنعَتني رُجولَتي إظهارَ الدُموع ِ أعِدُكِ سأُغلِقُ الأبوابَ خلفي وأنتَحِب ُ

مايُواسيني أنهُ كأسٌ كلُ الناسِ ذائقة ٌ في رحمةِ اللهِ لكِ اليومَ أحتسب ُ

***

يرجى الضغط هنا للتعليق على القصيدة

شعر: طريف يوسف آغا

هيوستن/ تكساس

شوال 1430 / تشرين أول 2009