فيلم سورية المسيئ

ضمن موجة الاحتجاجات التي عمت العالم الاسلامي بسبب الفيلم المسيئ للرسول الكريم (ص) وبالرغم من انتقاد الحكومة الأمريكية له ونفي أي علاقة لها به، فقد تعرضت سفاراتها وقنصلياتها للمظاهرات وحتى الاعتداءات في بعض الأحيان. وكانت لقنصليتها في بن غازي في ليبيا القدر الأكبر من تلك الاعتداءات حيث تم إحراقها مما أدى إلى مقتل السفير وعدد من الحراس. من الواضح لكل من له عقل وجود أصابع أجنبية خلف الحادث تحاول أن توصل رسالة للغرب مفادها أن الأنظمة الديكتاتورية هي خير من يحفظ مصالحه. من جهتي فقد رأيت أن أوجه هذه القصيدة لمن غضب لهذا الفيلم ولكن لم يغضب لما يجري في سورية.

فِيلمُ سـوريةَ المُسيئ

هلْ مِنْ غاضبين؟

عُرِضَ فِيلمٌ مُسيئٌ لِلنبيِ الكَريمِ

فَقتلوا سَـفيراً

وأحرَقوا سَـفاراتْ ...

وتسَـلَّقَ الغاضبونَ الأسـوارَ

وماجَتْ بِهُمُ الشَّـوراعُ

وضجَّتِ السـاحاتْ ...

وأُلقيَتْ قنابلُ الدُخانِ وأُطلقَ الرَصاصُ

فقُتِلَ البَعضُ وسـيقَ البَعضُ

إلى المعتقلاتْ ...

وشُـدِدَتْ اِجراءاتُ الأمنِ

وتحرَّكَتِ الأسـاطيلُ

وحلَّقَتِ الطائِراتْ ...

***

عُذراً مِنكمْ أيُّها الغاضِبونَ ولكنْ

قتلتمْ مَنْ لاناقةَ لهُ بالفيلمِ

ولابعيـرْ ...

وتركتُمْ أهلَ الالحادِ أحراراً

لايَغفلُ عمّا غفِلتمْ عنهُ

إلا مَنْ كانَ ضَريرْ ...

أو كانَ جاهِلاً لاعقلَ لهُ

أو كانَ يَرعى

مِنَ الشَـعيرْ ...

أو كانَ يفتقدُ للمَشاعِرِ

أو للحَياءِ

أو للضَميرْ ...

إذا أردتمُ حقاً إرسـالَ أحدٍ

فهُناكَ مَنْ هوَ أولى

بالارسـالِ إلى السَـعيرْ ...

***

هُناكَ في سـوريةَ نظامٌ يَكفرُ بِرَبِ النبيِ

ولانُشـاهدُ مِنكمْ

إلا احتجاجاتْ ...

ويَحرِقُ بَشـراً مِمَنْ يُصلّونَ على النبيِ

ولانرى مِنكمْ

سِـوى بَياناتْ ...

ويَقصفُ مَسـاجِداً تُدَرَسُ فيها سـيرةُ النبيِ

فلا نَسـمعُ منكمْ

سِـوى دَعَواتْ ...

ويُدنِّسُ مَصاحِفاً مَذكورٌ فيها اسـمُ النبيِ

ولانحصلُ مِنكمْ إلا

على تنديداتْ ...

لايَسـجدونَ هناكَ لربِ النبيِ

ولكن لصورِ الحاكِمِ

ويدوسـونَ على إخوانِكمْ بالدباباتْ ...

وهناكَ في روسـيا وإيـرانَ مَنْ

يُحاربونَ مَعهُمْ ويُرسِـلونَ لهُمُ

الجنودَ والمصفَّحاتْ ...

فاذا كانَ لكمْ بحرقِ السَـفاراتِ هِواية

فقد أخطأتمُ العُنوانَ هذهِ المرة

كبقيةِ المراتْ ...

***

عامٌ ونِصفُ مَضى على فيلمِ سـوريةَ

وماغضِبَ أحدُكمْ على عشَـراتِ الآلافِ

مِنَ الأمواتْ ...

ولالِذبحِ الأطفالِ واغتصابِ النِساءِ

ولا على الملايينِ المهَجَّرةِ

في المخيَّماتْ ...

مَنْ لايَرى فيلمَ سـوريةَ مُسيئاً

فلا شَـكَ أنَّ ضميرَهُ

قد ماتْ ...

عُذراً منكمْ أيها الغاضبونَ ولكنْ

أهلُ سُـوريةَ إنْ كنتمْ لاتعلمونَ

لايَعبُدونَ هُبَلَ ولا اللاّتْ ...

ومَنْ يُقتَلونَ في سـوريةَ على الهويَة

ليسـوا كُفّاراً

ولا كافِراتْ ...

لا لنْ يَشـفَعَ لكمُ النبيُ كما تظنونَ

فلا شَـفاعَةَ لِمَنْ يتفرجُ على سـوريةَ

وهيَ كلَّ يومٍ تفارِقُ الحياةْ ...

***

نثر شعري

طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سوري مغترب

عضو رابطة كتاب الثورة السورية

هيوسـتن / تكسـاس

بعد ستة أيام من الاعتداء على القنصلية الأمريكية في بن غازي ومقتل السفير

الاثنين 1 ذي القعدة 1433 / 17 ايلول، سيبتمبر 2012

http://sites.google.com/site/tarifspoetry