دمشق بوابة التاريخ
قصيدة
دِمَشْقْ ... بَوابَة ُ التاريخْ
عندما يُـختصرُ التاريخ ُ بمدينة
مِن َ المِهْجَر ِ يا دِمَشق ُ يُهديك ِ السلام
قـلب ٌ يا دِمَشق ُ ماانفـك َ يَهوّاك
أكثر ُ مِن ْ عِشرين َ عاما ً مُنذ ُ غادرتـك
يَوم َ غادرتـك ِ قـلبي قـبْـل َ عَيني بَكـاك
عرفـت ُ أنـَّه ُ وَداع ٌ رُبَما لا لِقاء َ بَعدَهْ
وَداع ٌ رُبَما لا تـريني بَعدَه ُ و لا أراك
ثلاثون َ عاما ً عِشـت ُ مَعَك ِ الطـفولـة َ والشباب َ
ما تنفـسْت ُ فيها غـير َ هواك
ثلاثون َ عاما ً ما غادرتـك ِ فيها يَوما
عوَّدْت ُ عيني فيها على رؤياك
ثلاثون َ عاما ً تناوبَت ْ عـليك ِ الفـُصول ُ
وأنا أ ُشـاهد ُ تناوبَها كـل َ عام ٍ مِن ْ شـباكي
ومِن ْ شُـرْفـة ِ مَنزلِنا طالـما تأمَّلت ُ سَمائـك
وشـهـِدت ُ كـل َ يَوم ٍ صَباحَك و مَساك
كـل ُ يَوم ٍ وأنا أصْحو على شـمْسِـك
وأغفو عَلى قمَرك ِ وأنا له ُ أحاكي
مِن ْ جـِوار ِ قاسِـيون َ عرفـتـك
أنا وقاسيون َ مَعا ً عشِـقناك
وبَرَدى أيضا ً عـلى لائِحَة ِ العُشاق
الكـل ُ يا دِمَشـق ُ يَتـمَنى رضاك
جَبَل ُ الشـيخ ِ يُلوِّح ُ لك ِ بمَنديلِه
أن ْ لا تنسيني ولا أنساك
وصَخرَة ُ الرَبوَة ِ تـنادي أن ْ إذكريني دائما
هل ْ يَذهب ُ شـهيدا ً مَن ْ يَذهب ُ صَريع َ هواك ِ ؟
أنت ِ أمي وأبي وإخوتي وصاحِبَة ُ الحَكايا
وأقاربي وجيراني وكـُل ُ مَن ْ بحُبه ِ كـفاك
فيك ِ خـلِقـت ُ وفيك ِ كـبـِرت ُ ...
فيك ِ عشِـقـت ُ ومِنك ِ أخَذت ُ أحلى صَباياك
لـوْنـها مِن ْ أرْضِك ِ وشـعرُها مِن ْ لـيْـلِك
الصَبية ُ لها سِـحرُ ك ِ ولها رُمشـاك
لـكـما كـتـبت ُ أشـعارا ً بجَمال ِ نـُجومِك
وبعَدد ِ مافي أنهارك ِ مِن ْ أسْـماك
*
مَن ْ أنت ِ حَقا ً يا دِمَشق ُ ؟
مِن ْ أيْن َ أتى بأسْمائِك ِ مَن ْ سَمَّاك ِ ؟
أناقة ٌ سَريعَة ُ الخـُطى أم ِ الأرض ُ المَسْـقـِيَّة ُ ؟
أم ْ دَم ُ شـَقيق ٍ سال َ عَلى ثـَراك ِ ؟
أم ْ ذو القرنين ِ الذي عَشِق َ واديكي
فأوْصى وَزيرَه ُ بك ِ فـَبَناك ؟
و ماهيَ جـِلـَّق ُ ؟ أباقة ٌ مِن ْ ألف ِ زَهْرَة ٍ ؟
أم ِ الغوطة ُ التي تـُعانِقـُك ِ ؟ بـِها الله ُ أغناك ِ
وهل ِ الفـَيْحاء ُ إلا مِن ْ ياسَمينِك ِ ؟
زَهْرَة ٌ بـِها الله ُ خـَصَّك ِ وهـَنـَّاك
أم ْ مِن َ المِسْك ِ الذي يَتأرْجَح ُ مِن ْ مَنازلِك ِ ؟
مارآك ِ أحْد ٌ إلا وقال َ ما أحْلاك
أم ْ مِن َ الفـُل ِ والوَرْد ِ والزَنـْبـَق ؟
كـُلها صارَت ْ بـِضْعا ً مِن ْ ألوانِك ِ و رَيَّاك
أما الشام ُ فماذا تـُخـفي بَيْن َ أحرُفِها ؟
أساطير ُ الأوَّ لين َ أم ْ حِكايات ُ الحَواكي ؟
شامَة ُ الدُنيا ، أم ُ المَدائـِن ِ ، مَهْد ُ الحَضارات
أم ابْن ُ نـَبي ٍ أرْسى سُورَك ِ و أرْساك ِ ؟
شام ُ الشَرَف ِ ، أرْض ُ الصالِحين َ ، مَعبَر ُ الرُسُـل
مَنَّ الرَب ُ عَليك ِ و وَقاك
هَل ْ أنت ِ إرَم ُ ذات ِ العِماد ؟
أم ْ عَساك ِ تكونين َ جَنة ُ الفِردَوْس ِ عَساك ؟
أم أنت التين ُ الذي أقسَم َ به ِ
خالِق ُ الكـَوْن ِ والإنسان ِ و المَلاك ؟
لايَكـتـَمِل ُ ذِكـْر ُ الشام إلا بذِكـْر ِ توتـَتِها
ثـَمَر ٌ هـَل ْ حَقا ً تبنيتيه ِ ، أم ْ تبناك ؟
ولِلخَوْخ ِ عِطر ٌ لا يُضاهيه ِ إلا الدُراق ُ
إن ْ لم ْ يَفتِنك ِ واحِدْهُما ، الثاني أغوّاك
والكـَبّاد ُ صار َ مِن ْ أفراد ِ أسْرَتِك
والتـُفاح ُ والعِنـَب ُ بالهَمَسات ِ يُغازلاك
وقِطـَة ُ البَيْت أنزَلوها عَلى خانـَتِـك
والحَسون ُ كـُلـَّما شـَدا أغانيه ِ ذكـَرْناك
البَحْرَة ُ في أرْض ِ الدِيار ِ تـَعـْز ِف ُ له ُ
والكوْرَس ُ ساقيَة ٌ تـُرَدِد ُ ياشام ُ حَيَّاك
إن ْ زاعَلك ِ الزَيْزَفون ُ ، صالـَحكـُما الصَفـْصاف ُ
وكـُلـَما هَب َّ الهَوى ، تـَلـَقـَت ِ القبُلات ُ مِنهُما يَداك ِ
حَب ُّ الهال ِ يَعرف ُ طريقـَه ُ إلى فِنجان ِ قهْوَتِك
فإن ْ ضاع َ ... فماء ُ الزَهْر ِ يأتيه ِ بـِرَيّاك
وماء ُ الفيجَة ِ يَكاد ُ يَكون ُ ماء ُ الحَياة
الكـَريم ُ حتى بالشَراب ِ بـَدَّاك
هـَل ْ وَقعْت ِ حَقا ً عَلى سِر ِ الشَباب ِ ؟
فـَنِيَت ْ مُدُن ٌ وبَقيتي أنت ِ عَلى صِباك
"جـِلـْجامِش ْ " في العِراق ِ بَحَث َ عَن ْ سِر ِ الخُلود
كان َ الأحرى به ِ لوْ أتاك
ما أتى الزَمان ُ بمِثلِك ِ مَدينـَة
هَجَر َ الزَمان ُ غَيرَ ك ِ ولِنفسِه ِ اصْطفاك
**
أعْجَب ُ مِن ْ كـُل ِ عَجائِب ِ الدُنيا أنت
عَجائِب ُ الدُنيا تنحَني أمام َ جَلال ِ مُحَيَّاك
عَجائِب ُ الدُنيا تعلـَم ُ لوْ هِيَ ألقـَت ْ عَصاها
ولوْ أنت ِ ألقـَيْـت عَصاك
لصارَت ْ عَصاك ِ سَبْعَة َ أبْواب ٍ وسَبْعَة َ أنهار
وسَبْع َ حَضارات ٍ طـَواها الزَمان ُ و ما طـَواك
إكـتـَمَلـَت ْ فيك ِ الصِفاة ُ ... تاريخ ٌ ودين ٌ وجَمال ٌ
سُبْحان َ مَن ْ عَلى صِفاتِك ِ سَوَّاك
إن ْ كان َ التاريخ ُ كِتابا ً فأنـْت ِ الغِلاف ُ
وإن ْ كان َ مَزارا ً فالبَوابَة ُ ليْسَت ْ سِواك
مَن ْ مِن َ الأنبياء ِ والرُسُل ِ لم ْ يَحضَر ْ إليَك ِ ؟
ومِن َ الأوْلِياء ِ والقِديسين َ إلا و خاواك ِ ؟
أبو البَشر ِ طاف َ في نواحيك
مِنك ِ انتشرَت ْ ذ ُريَّـتـَه ُ ثـُم َ تـُحـْشـَر ُ في قـُراك
خـَليل ُ الله ِ كان َ يَوْما ً مِن ْ أهاليك
وخـَاتـَم ُ الرُسُـل ِ طـَبَع َ قـَدَمَه ُ يَوْم َ التقاك
يَسوع ٌ جَعَـل َ مِن ْ رَبوَتِك ِ مُلتـَجَأ
ويَوْم َ يُبْعَث ُ حَيا ً ، يُبْعَث ُ مِن ْ سَماك
بولـُس ُ عـَلى عَتباتِك ِ رأى النور َ
وعلى أسْوارك ِ كـُتِـبَت ْ له ُ الحَياة ُ فحَيّاك
كـَم ْ مِن ْ رُموز ِ الدين ِ والدُنيا تـَرقـُد ُ عِندَك
حتى ابْن ُ آدَم َ وأهل ُ الكهْف ِ جاوَراك
كـَليم ُ الله ِ في الكـَثيب ِ الأحمَر
ونوح ٌ وهود ٌ ويونس ٌ في بَعض ٍ مِن ْ زواياك
اليَسَع ُ استجار َ بك ِ مِن َ الظـُلـْم
وذو الكِفـْـل ِ كـَفِـل َ الإيْمان َ عَلى أرضِك و راضاك
حَنانيَّا ضَحى بحَياتِه ِ مِن ْ أجْـل ِ أهْـلِك
فأوْصى بـِك ِ الرَب َ وبأتباعِه ِ أوْصاك
شَهيد ُ الأنبياء ِ وسَيد ُ الشُهَداء ِ ضَيفان ِ على جامِعِك ِ
رَب ُ العالمين َ بمَن ْ تحت َ أديمِك ِ زكـَّاك ِ
أ ُمَهات ُ المُسلِمين َ وأهْـل ُ البَيت ِ والصَحابة ُ والعُلـَما
كـَم ْ مِنهُم ْ ألقى المِرْساة َ عِندَ ك ِ ليَلقاك ِ ؟
السَيدَة ْ في المَقام ِ مِن ْ ضُيوفِك
وسِت ُ الشام ِ قالت ْ ياشام ُ نـَبْـقى و إيـَّاك
خَولـَة ُ كانت ْ فارسَة عَصْرها
ومُؤَذِن ُ الرَسول ِ حَضَنتيه ِ فأوْفاك
كـُل ُ خـُلـَفاء ِ بَني أمَيَّة َ مِن َ المُقيمين َ
والعادِل ُ والناصِر ُ والظاهِر ُ مُلوك ٌ في حِماك
إبن ُ تيمِيَة َ جَعَـلك ِ دار َ الدُنيا والآخِرة
وابن ُ عَرَبي ٍ يَوْم َ حَط َّ رحالـَه ُ لاقـَاك
إبن ُ كـَثير شَرَح َ لك كلام َ الرَحمن
وابن ُ عَساكِر في التاريخ خـَلـَّد َ ذِكـْراك ِ
الذهَبي ُ أضاف َ إلى كـُنوزك ذهَبا
والفارابي ُّ بالحِكـْمَة مَلأ َ الدُنيا و دُنياك
إبن ُ النـَفـيس شـَفى القـُلوب َ بأرضِك
وابن ُ البيطار ِ داوى العالم َ مِنك ِ و داواك
إبن ُ مالِك ٍ بـِلِسان ِ العَرَب ِ أتحَفـَك ِ
وابن ُ الشاطِر ِ إلى مَصاف النـُجـوم وَدَّاك
أمير ُ الجزائِر ِ ما إختار َ غـَيْرَ ك ِ لِمَنفاه ُ
ورسْلان ُ حَمى بَرَّ ك ِ فصافـَيتيه ِ و صافاك
إن ْ مَشينا على تـُرابـِك ِ فـَلنـَمْش الهوَيَنا
فكـُل ُ بُقعَة ٍ تـَحتـَها صالِح ٌ في الأمْس ِ ناجاك
ولنـَقرأ ِ السَلام َ على أطياف ِ مَن ْ ذهَبوا
ولنـَقـل ْ ياشام ُ سامِحينا ، ما قـَصَدنا سوءا ً إذ ْ وَطـَئـْناك ِ
***
أ ُمَم ٌ وأديان ٌ توالت ْ بَين َ مَد ٍ وجَذر
وترَكـَت ْ ورائها لؤلؤا ً أضاف َ إلى غِناك
أبْواب ٌ وأسْوار ٌ ... قـُصور ٌ وخانات
مَساجـِد ٌ وكنائِس ٌ ومَعابـِد ٌ زادَت ْ مِن ْ بَهاك
أسْواق ٌ وحَمامات ٌ ... مَدارس ٌ ومَكـتبات
ما كان َ للشَرْق ِ دُرَّة ٌ لوْلاك
مَغارات ُ قاسيون َ تحكي قِصَة َ البَدء
الله ُ مُنذ ُ البَدء ِ عَلى الأرض ِ وَلا َّك
وكما شُق َّ بَحر ُ مِصْر َ لِكـَليم ِ الرَحمن
شُق َّ جَبَلـُك ِ لأربَعين َ صالِحا ً استجاروا بهُداك
كـُل ُ باب ٍ مِن ْ أبوابـِك ِ كان َ لِكـَوكـَب
الكواكِب ُ قبل َ الأرض ِ حُـبُـك ِ أضْناها و أضْناك
أقدَم ُ كـَنيس شاهِد ٌ على تسامُحِك
والكـَنيسَة ُ المَريَميَة ُ تـَشْهَد ُ على طـَهارَة ِ حَناياك
الوَليد ُ عَمَّر َ مَسْجـِدَ ك ِ للأجيال ِ رَمْزا
وجَعـَله ُ للأقصى شقيقا ً يُضاعِف ُ مِن ْ سَناك
بُقعَة ٌ صَلى عِندَها كـُل ُ مَن ْ سَبَق َ
و كل ُ مَن ْ لـَحِـق َ ، بـِذِكـْر ِ الله ِ نـَجَّـاك
الوالي لِقـَصْر ِ العَظـْم ِ أوْرَثـَك
وسِنان ُ للتـُحفـَة ِ السُليمانِيَة ِ أهْداك
سوق ُ الحَميديَة ِ عَمَّت ْ شُهْرَته ُ البُلدان َ
وخان ُ الباشا وحَمام ُ الشَهيد ِ جَوهَرتان ِ تـُزَيناك
قـُبـَّة ُ السَيَّار ِ رَصَدَت ْ مَسارَ نجُومِك
والظاهِريَّـة ُ والقـَلعَة ُُ صَرحان ِ يُمَجِّداك
****
يَوْم َ خـُلِـق َ المَجْد ُ ، كـُنت ِ له ُ التوأم ُ
المَجْد ُ إن ْ خاصَم َ الدُنيا ... وَجَدوه ُ و إياك
والشَهامَة ُ إن ْ فـُقِدَت ْ مِن َ الأرض
وُجـِدَت ْ تتكحل ُ بها عَيناك
أما البُطولة ُ فليْسَت ْ غـَريبَة ٌ عَنك
ما أعطى التاريخ ُ مِنها لِمَدينة ٍ كما أعطاك
الأ ُمَويون َ مِن ْ داخِل أسْوار ِك ِ حَكـَموا العالم َ
عَفوا عَمَّن ْ تـَبـِعـَك ِ وعاقـَبوا مَن ْ عَصاك
في الشَرْق ِ وَصلوا إلى حُدود ِ الصين
وصَقـْر ُ قـُرَيش ٍ في الأندَ لـُس ِ بالمَجْد ِ عَلاك
خامِس ُ الراشِدين َ رَفع َ إسـمـَك ِ بالعَدْ ل ِ مَنارة
إبن ُ العـَزيز ِ رَعى الدَوْ لة َ مِنك ِ و رَعاك
ومِنك ِ جاهَد َ نور ُ الدين ِ الفِرَنجَة
مَلِك ُُ الزَمان ِ ذاد َ عَن ْ حِماك
ومِنك ِ انطلق َ السُلطان ُ إلى حِطين
ومِن ْ قبلِه ِ سَيف ُ الله ِ مِن َ اليَرْموك ِ وافاك
وفي عَيْن ِ جالوت َ ، أحرَق َ المُظـَفـَّر ُ مَن ْ أحرَقـَك
لم ْ يَعِش ْ ليَستـَمتِع َ بالحَياة ِ مَن ْ آذاك
والظاهِـر ُ صَنـَع َ مِن ْ سيرَتِك ِ أ ُسطورَة
مَلِك ٌ هَمَّام ٌ تولى راية َ الجـِهاد و والاك
آل ُ عُـثمان َ جَعلوك ِ مَزارا ً شَريفا
جَعلوك ِ مَحَطة الحِجاز ِ ، الكـُل ُ يَسْعى لِلـُقياك
مَكـَة ُ والمَدينـَة ُ والقـُدْ س ُ مَعِك ِ مُرَ بَّع ُ الحُرُمات
إن ِ إستجارَت ْ بـِك ِ إحداها ... ما تأخـَر َ زنداك
*****
كـَم ْ مَرة ً أحرَقـَك ِ الغُزاة ُ يا دِمَشق ُ
وكطائِر ِ الفينيق ِ ، كـُل ُ مَرة ٍ يَرتـَفِع ُ جَناحاك
كل ُ مَرَة ٍ تخرُجين َ مِن ْ تحت ِ الرَماد
لتـُحَـلـِّـق َ في سَماء ِ الخـُلود ِ رُباك
لـَم ْ يَقرأ ِ الفرَنسيون َ التاريخ َ يَوْم َ أتوك
لم ْ يَسْأ ل ْ غورو عَنك يَوْم َ غـَزاك
يَوْم َ استـَصْرَخـْت ِ هِمَم َ الرجال ِ مِن ْ أبنائِك
جَرَّد َ وَزير ُ الدِفاع ِ سَيفـَه ُ للمُصَفحات ِ و لـَبَّاك
يوسُف ُ العَظمَة ْ على رَوابي مَيْسلون َ
تحَدى جُيوشَهُم ُ ومِن ْ كأس ِ الكـَرامَة ِ سَقاك
على روابي مَيْسلون َ وَقـَف َ شامِخا ً وزَمْجَر َ
لانامَت ْ أعيُن ُ الجُبَناء ِ إن ْ تـَرَكـْناك
يا دِمَشق ُ يا أ ُمَنا لاتحزَني فعار ٌ علينا
أن ْ نهْرُب َ وتـُواجـِهين َ وَحدَ ك ِ بـَلـْوَّاك
أقسَمْنا أن ْ لايَأخـُذوك ِ بلا مَعرَكة
وإن ْ نـَسْـقـُط ِ اليَوم َ ، فـَلِـتـَبـْق ِ أنت ِ في عُلاك
زَمْجَر َ بهم ْ ... هَذي دِمَشق ُ يافرَنسا
إن ْ كـُنت لا تـَعـلـَمي ... وهَذي بُندُقيَتي دَواك
وإن ْ دَخـَلتيها اليَوْم َ فلا تفرَحي ...
فـَمَيسَلون َ بَوابَة ُ مَقابـِركـُم ْ ... وكـُلـنا يا دِمَشق ُ فِداك
رَوى البَطـَل ُ عِزَّ تـَك ِ مِنهُم ْ
ثم َ مِن ْ دِمائِه ِ الطاهِرَة ِ رَواك
كـَم ْ مِن ْ مَدينة ٍ سُـلـِّمَت ْ بلا قِتال
بَطـَل ُ الأ ُمَة ِ لِهوان ِ الذ ُل ِ كـَفاك
ضَحَّى بنفسِه ِ دِفاعا ً عَن ْ حُرُماتِك
فأرضى الله َ وأرضى الوَطـَن َ و أرضاك
******
دَنـَّس َ الجُبناء ُ قبرَك َ ياصَلاح َ الدين ِ وقالوا
" عُدنا ، فأرنا ما أنت َ فاعِل ٌ يا سَيِّد َ العِراك ِ "
لاتحزَن ْ يا مُحَرر َ القـُدْ س ِ ، فصَغير ٌ الجَبان ُ مَهْما كـَبـِر ْ
وكـَبير ٌ البَطل ُ يَبقى ، وإن ْ بَكـَته ُ البَواكي ْ
كـُل ُ أبنائِك ِ يا دِمَشق ُ بُعِثوا صَلاح َ الدين
ورَوَوا سُيوفـَهُم ْ مِن ْ دِماء ِ مَن ْ دَماك
مِن َ الشاغور ِ إلى المَيدان ِ إلى الصالِحِيَة
أشعلوها نارا ً تحت َ أقدام ِ مَن ْ كـَواك
ومِن َ الغوطة ِ أتاهُم ُ الخـَرَّاط ُ والأشـْمَر ُ
وسُـلطان ُ مِن َ الجَبـَل ِ أذاق َ الوَيل َ عِداك
أ ُمَراء ُ الثـَورَة ِ بالبنادِق ِ جَعلوا الغـُزاة َ مَرثاة
وأمير ُ الشُعَراء ِ بالدُموع ِ والقوافي رَثاك
أ ُمَراء ُ الثـَورَة ِ أمشوا الغـُزاة َ على سِنان ِ الحِراب
وأمير ُ الشُعَراء ِ بـِسَلام ٍ مِن ْ صَبا بَرَدى واساك
ويَوْم َ البَرلـَمان ِ رَفـَع َ الدَرَك ُ رأسـَك ِ عاليا
ولـَحِـقـَت ْ بـِفـَرَنسـا وَصْمَة ٌ كـُتـِبـَت ْ بـِدِماء ِ مَن ْ فـَداك
صَد َق َ مَن ْ سَمَّاك يا ذا السَيف ُ
شاعِر ُ الأرْز بـِقواف ٍ مِن َ الشُهُب ِ حاكاك
ثم َ أتى نِزار ٌ وأنشـَدَك ِ "هذي دِمَشق ُ"
ما غـَنى شاعِر ٌ لمَدينة ٍ كما نِزار ُ غـَنـَّاك
أتى نِزار ٌ وعَزَف َ لِلدُنيا عَلى أوتارك
مَرَّة ً بَكاك ِ ومَرَّة ً اشتكاك ِ ، ودائما ً حَبيبتي دَعاك
وبَعد َ كـُل ِ هَذا ، هَـل ْ ما زلت ِ تسْألين َ
لِما قـَلبي وكـُل ُ العالـَم ِ يا دِمَشق ُ يَهْوَّاك ؟
*******
شعر: طريف يوسف آغا
هيوستن / تكساس
جماد الأول / 1430
آيار / 2009
يرجى الضغط هنا للتعليق على القصيدة
قصيدة دمشق (الأجزاء الاول والثاني والثالث) متوفرة على موقع اليو توب