وطن الطوابير

وَطَنُ الطَوابيرِ

بقلم طريف يوسف آغا

وَطَنُ الطَوابيرِ وماأدراكَ ماوَطَنُ الطَوابيرْ

كُـلُّ شَـئ مَفقودٌ ولكِنَّ البُؤسَ وَفيرْ

لامـاءَ لاكَهـرُباءَ، لاخُبزَ لاوَقـودْ

والشَـعبُ باتَ مابَينَ مُشَـرَّدٍ وفَقيرْ

الحيـاةُ باتَتْ مِنْ طـابورٍ لِطـابورٍ

أكبَرُ الأحـلامِ باتَ رَغيفٌ صَـغيرْ

ماعـادَ الشَـعبُ يَعرِفُ مـاذا يَفعَلْ

الكُـلُّ جـائِعٌ ويَنـامُ على الحَصيرْ

سِـيادَتُهُ وكِلابُهُ يَنهَشونَ لحومَ الناسِ

وفي الليـلِ يَنامـونَ على الحَـريرْ

اللصوصِيَةُ استَشرَتْ وماعادَ لها دَواءٌ

الكُلُّ يَنهَبُ، النائِبُ والقاضي والوَزيرْ

ومـازالَ سِـيادَتُهُ يَبيعُ الوَطَنَ لِيَبقى

ماعـادَ يُصَدِّقُ سِـيادَتَهُ إلا الحَميرْ

جَماعَةُ المقاوَمَةِ والصُمودِ والتَصَدي

ماعادَ يُصَدِّقُهُمْ إلا مَنْ يَجتَرونَ الشَعيرْ

وأقـولُ لمنْ مازالَ يَراهُمُ أبطـالاً

عَمى القَلبِ أسوأ مِنْ عَمى الضَريرْ

حَرَقوا الشَـجَرَ كَما حَرَقوا البَشَرَ

كُـلُّ البَلَدِ انتهى لِنَفسِ المصـيرْ

مُوالونَ ومُعارِضونَ والكأسٌ واحِدة

الكُـلُّ يَتَجَرَّعُ مِنَ المُـرِّ المَـريرْ

حتى الموتى ماعادوا يَجِدونَ قُبوراً

القُبورُ في وَطَني صارَتْ لِلتأجـيرْ

الحيـاةُ في وَطَني باتَتْ مُسـتَحيلة

البَقـاءُ كابوسٌ والرَحيلُ عَسـيرْ

***

نثرية (يسمح بنشرها دون إذن مسبق)

طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر أمريكي سوري مغترب

الجمعة 30 تشرين الأول، أوكتوبر 2020

هيوسـتن / تكسـاس