وقف العالم مذهولاً

تم إلقاء هذه القصيدة لأول مرة أمام جمهور حي في أمسية (الثورة السورية في عيون الشعراء العرب) الأحد 8 تموز 2012 من قاعة فندق إنديغو، هيوستن/تكساس.

وقفَ العالمُ مذهولاً

أمام ثورتنا

وقفَ العالمُ مذهولاً أمامَ ثورتِنا

ماعرفَ لها مثيلاً في الأخبارِ والكُتُبِ

فجَّـرها شَـعبٌ لهُ معَ العَلياءِ تاريخٌ

مِنْ أُبوةٍ وقرابةٍ ... إلى نَسَـبِ

بنى الحضارةَ وردَّ الغُـزاةَ

فبلغَ بأمجادهِ مراتِبَ السُـحُبِ

قهرَ الظُلاّمَ وأسـقَطَ الطُغـاةَ

ماتركَ عليهِ في الجِهادِ مِنْ عَتَبِ

بدَتْ أمامَـهُ شُـعوبُ الدنيا مِنْ تَنكٍ

وهُوَ دونَ غيرهِ صيغَ مِنْ ذَهَبِ

ليسَ لِثورَتهِ شَـبيهٌ ولا في الأسـاطيرِ

جعلَ أبناؤُهُ لها أنفسَـهمْ كالوَقودِ والحطَبِ

رَووا شَـجرةَ الحريةِ مِنْ دِمائهمْ ومابَخِلوا

فلا فرقَ في الظُلمِ بينَ مُسـتبدٍ ومُغتصبِ

وللأسَـفِ وقفَ العالمُ أمامَ مِحنَتِنا مُتفرجـاً

وتحجَجَ لعدمِ مُسـاعدَتِنا بألفِ سَـبَبٍ وسَـبَبِ

ومعهُ وقفتْ جامِعةُ الدولِ العربيـةِ

فاستحقتْ لقبَ (جامِعةُ دولِ الجَربِ)

وباتَ إحصاءُ الشُـهَداءِ كاحصاءِ الأهدافِ

بفارقِ كُلُ شَـهيدٍ يرقُدُ بينَ ثكلى ومُنتَحِبِ

باتَتِ الأرقامُ تَختزِلُ مِحنةَ الوطَـنِ

ومعها التصريحاتُ مِنْ قلقٍ إلى شَـجبِ

دعاها النِظامُ مؤامرةً والعالمُ حرباً أهليـةً

وهي بالرُغمِ عنهما ثورةٌ على القَهـرِ والكَذِبِ

مؤامرةٌ تتكشَّـفُ كُـلَ يومٍ أنهـا

ليسَـتْ على النِظامِ ولكنْ على الشَـعبِ

وإذا دعوهـا حرباً أهليةً فكي يَتنصلوا

ويختزلوا دعمهمْ لها بسُـيوفٍ مِنَ الخَشَـبِ

أتعبتنا النِداءاتُ وأرهقتنا المناشَـداتُ

فكأننا ننفخُ في مَقطوعَـةِ القِرَبِ

مَنْ قالَ لايَفِـلُ الحديدَ إلا الحديدُ اختصرَ

كُلَّ إشـاراتِ الاسـتِفهامِ والعَجَبِ

رحِـمَ اللهُ شـاعرَنا الذي أوصى فقـالَ

في حَـدِّ السَـيفِ الحَـدُّ بينَ الجَـدِّ واللَّعِبِ

***

طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سوري مغترب

عضو رابطة كتاب الثورة السورية

هيوسـتن / تكسـاس

أمسية (الثورة السورية في أعين الشعراء العرب)

الأحد 18 شعبان 1433 / 8 تموز، جولاي 2012

http://sites.google.com/site/tarifspoetry