سألوني لماذا هاجرت

سألوني لماذا هاجرت

بقلم طريف يوسف آغا

قُلتُ حينَ سـألوني لمـاذا هاجَرتْ

لاأريدُ أنْ أعيشَ صورَةً بِلا صَوتْ

لاأُريدُ أنْ أُعاني الجـوعَ والفَقـرَ

لاأُريدُ أنْ أعيشَ مِنْ قِلّةِ المـوتْ

لاأُريـدُ أنْ أحيـا في الظَـلامِ

مِنْ أجلِ ضَوءِ الشَمسِ سـافَرتْ

أو أنْ أكونَ تَحتَ رَحمَةِ جَلادينَ

بَحـثاً عَنِ الكَرامَـةِ أنا رَحَلتْ

أو أنْ أكـونَ في غابَـةِ وحوشٍ

بَحثاً عَنِ الانسـانيةِ لِلبَلَدِ ترَكت

أو أنْ أتنَقّلَ مِنْ سِـجنٍ لِسِجنٍ

في سَـبيلِ الحُريَةِ لِلوَطَنِ هَجَرتْ

الحيـاةُ قَصيرَةٌ لِتُعاشُ في زَريـبَةٍ

أُصابُ بالقَرَفِ كُلَّما لها تذَكَّرتْ

اليومُ الذي تَرَكتُ فيهِ تِلكَ الزَريـبَةِ

كـانَ اليومَ الذي فيـهِ وُلِدتْ

ولمنْ مازالَ يَهواهـا فَليَهنأَ بِهـا

أنا لَهُ بأصابِعي العَشَرة لَها طَوَّبتْ

ولمنْ مازالَ يَسـألَني فالجّـوابُ

تَرَكتُ بَلَدي لأجلِ كُلِّ ماذَكَرتْ

***

بقلم طريف يوسف آغا

شاعر أمريكي سوري

نثرية يسمح بنشرها دون إذن مسبق

الأحد 19 تموز، جولاي 2020

هيوستن، تكساس