رسالة تذكير لسعيد رمضان البوطي

بعد أن نشرت قصيدتي (مشايخ السلطان: صورة تذكارية والجولة الثانية) خلال يومي الجمعة الماضيين على التوالي، رأيت أن من خصه رئيس النظام قاتل شعبه بايقافه بجانبه في الصورة التذكارية إياها، يستحق أن أخصه بقصيدة له وحده لاينافسه فيها أحد.

رسالة تذكير لسعيد رمضان البوطي

ملحق مشايخ السلطان

ياسَـعيدُ دعني أُذكِّـرُكَ أنَّ السَـعادةَ

هي أنْ تعملَ لتذهبَ إلى الجنَّـة

وأنا لا أرى في أعمالِكَ إلا أعمالَ

واحدٍ قد خانَ أو خَرِفَ أو جَـنَّ

ودعني أذكركَ أنَّ رمضانَ شَـهرُ العباداتِ

وعلى حاملِ اسـمهِ على الاسـمِ أنْ يُحافِظـنَّ

وأنا لا أرى في عِباداتِكَ إلا نِفاقـاً

ولا أعتقدُ أني أخطأتُ بكَ الظَـنَّ

ولا تنسـى أنَّ عائِلةَ البوطي أورثتكَ اسـمها

لتُشَـرفهُ، ولكنهُ مِنْ كَثرةِ شـاتِميهِ قد أنَّ

بأيةِ طاعـةٍ تأمرُنا لولي أمـرٍ

على شَـعبهِ الحربَ قد شَـنَّ

إنْ كُنتَ حقاً مِنْ مشـايخِ الحَـقِّ فما الذي

جعلكَ تجبنُ اليومَ والشَـعبُ في مِحنـة؟

لا أرى في مواقِفكَ مايَدلُ على عقيـدةٍ

أراكَ كباقي الدجـاجِ دخلتَ القِـنَّ

ولا أرى في تاريخِِـكَ مايُشَـرِفُ

سـايرتَ الأبَ ودعمتَ الابـنَّ

دعني أذكِـركَ أنَّ مَنْ تدعمَ اليومَ هُمْ

مَنْ في الأمسِ لمجزرةِ حمـاةَ ارتكبـنَّ

وهُمْ الذينَ قبلها سَـلَّموا الجولانَ

فلا حرروهُ ولا بتحريرهِ يُفكِـرنَّ

وهُمْ الذينَ قَـلَّعوا أظافِـرَ أطفالِ درعـا

وفعلـنَّ بحمصَ قبلَ أيامٍ مافعلـنَّ

ماذا حصلَ لحديثِ (أفضلُ الجهاد ِ كلمةُ حقٍ)؟

أمْ أنَّكَ منحتَ السُـلطانَ الجائِـرَ هُدنَـة؟

إذهبْ واحلِقْ لحيتَكَ فلا دَخلَ لكَ

لا مِنْ قريبٍ ولا مِنْ بَعيدٍ بأهلِ السُّـنَّة

واخلَـعْ عنكَ لفَّتَكَ أيضاً فهيَ

حصراً لِمَنْ يعرفونَ حقَ هذهِ المِهنَّـة

لو تسـمعُ دُعـاءَ الناسِ عليكَ لسَـمِعتَهمْ

ليلَ نهـارَ يَصبونَ عليكَ اللعنـة

لو كانَ لمنبَرِ الجامِـعِ الأُموي قدمـاً

لركلَكَ بها وأنتَ تلقي خِطَبَ الفِتنَّـة

ولو كانَ لهُ حلقاً لابتلعكَ ثمَّ لفظكَ

لايُهضمُ رجالٌ لانتهاكِ الأعراضِ لايَثُـرنَّ؟

أنتَ وأمثالكَ مِنْ مَشـايخِ السُـلطانِ

تُثيرونَ القرفَ والشَـفقة والحُـزنَّ

بفضلِ أمثالكَ ممنْ ينصحونَ للأمةِ

انظرْ أينَ كُنّـا وأينَ صرنـا

حينَ تقعـونَ قريباً بيدِ الشَـعبِ

سَـتُسـاقونَ إلى المحكمةِ ثُمَّ سَـتودعونَ السِـجنَ

خَسِـرتمْ ماءَ وجهِكمْ ودينكمْ في الدنيا

ولا أرى كيفَ أنكُـمْ بالآخرةِ سَـتَفُزنَّ

فحينَ سَـيُؤتى بكمْ يومَ الحِسـابِ لا أعرفُ

كيفَ سَـتواجهونَ ربَّكُـمْ وبأيةِ سِـحنَّة؟

خلقَ اللهُ الشُـعوبَ كالجبالِ راسِـخةً، فإذا

ثارتِ الرياحُ، تطيرُ الغبارُ والجِبالُ لاتَطِـرنَّ

سَـتُنتفُ لِحـاكُمُ التي خدعتمُ الناسَ بِهـا

أنتمْ وحكامكمْ مَنْ سَـيفنى والشُـعوبُ باقيةٌ لاتَفنى

***

طريف يوسـف آغا

شـاعر الثورات العربية

عضو رابطة كتاب الثورة السورية

هيوسـتن / تكسـاس

جمعة (إخلاصنا يخلصنا) 13 جماد الآخر 1433 / 4 أيار، مايس 2012

http://sites.google.com/site/tarifspoetry