مشايخ السلطان: الجولة الثانية

بعد أن نشرت قصيدتي (مشايخ السلطان: صورة تذكارية) الاسبوع الماضي، اتصل بي عدد من الأصدقاء واشتكوا أن القصيدة كانت قصيرة ولم تشف غليلهم من هؤلاء الدخلاء على هذه المهنة السامية. فقلت لهم أني أنا أيضاً لم أشف غليلي منهم وأني أعد لقصيدة ثانية عنهم.

مشـايخُ السُـلطانْ

الجولة الثانية

مشـايخُ السُـلطانِ وماأدراكَ مامشـايخُ السُـلطانْ

وجـوهٌ أسـودُ مِـنَ الزِفتِ والقِطـرانْ

ولِـحىً للضحكِ على اللِـحى

وفتاوىً كنقيقِ ضفادعٍ ونعيقِ غُربـانْ

يغدرونَ كالعقاربِ وينفثونَ السـمومَ كالثعبـانْ

ووضاعتهمْ تترفعُ عنها حتى الجـرذانْ

أكاذيبهمْ يخجلُ منها حتى مُسـيلُمة

عمائِمهمْ كعَمامَةِ الحجاجِ وكروشُـهمْ كالغـيلانْ

لايُذكَـرُ الحجاجُ إلا ومعهُ عبارتهُ

أرى فيهمْ رؤوسـاً أينعتْ وقطافها قد حـان

أرى فيهم وجوهاً تقولُ لابليس

إظهرْ وبانْ وعليكَ الأمـانْ

همْ في قدمِ الحاكِـمِ كالحِـذاءِ

وفي قصرهِ همْ حجابٌ وخِصيـانْ

شـيوخٌ مِنْ أمثالِ عزِ الدينِ القَسـامِ

أسـمائُهمْ مِنْ نورٍ وعطرهمْ مِنْ ريحـانْ

أما همْ فلا يتشَـرفُ أحدٌ بذكرهـمْ

سِـمعةٌ حالكةٌ ورائحةٌ كنتنةِ الظُـربانْ

لم أرَ في حياتي مشـايخاً مثلهـمْ

يركبونَ المرسـيدسْ ويملكونَ الأطـيانْ

لاأعرفُ ماذا سَـيقولونَ في قبورِهـمْ

حينَ يُمَددونَ فيها ملفوفونَ بالأكفـانْ

سَـنشـكوهمْ يومَ القيامةِ للواحدِ الأَحدِ

أنَّهمْ كذبوا مِنْ بعدِ أنْ أقسَـموا الأيمـانْ

***

شـعر: طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سـوري مغترب

عضو رابطة كتاب الثورة السورية

هيوسـتن / تكسـاس

جمعة (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) 6 جماد الآخر 1433 / 27 نيسان، إبريل 2012

http://sites.google.com/site/tarifspoetry