الرحيـلُ عـلى مَـتنِ شَــظّية

هذه هي قصيدتي النثرية الثانية عن ثورة الشعب اليمني الشقيق والتي اتخذت من يوم 3 شباط، فيبراير 2011 تاريخاً رسمياً لانطلاقتها. في حين أن قصيدتي الأولى كانت بعنوان (وانهار سد مأرب) وكتبتها ونشرتها الشهر الماضي، وهي التي توقعت فيها الرحيل القريب وعن طريق القوة لعلي صالح، كما توقعت أن يحتفل اليمنيون بيوم رحيله وكأنه يوم عيد، وهذا ما حصل أول أمس الجمعة 5 حزيران 2011. وفي حين مازال المحللون يحاولون معرفة الجهة المسؤولة عن تفجير قصره، وهو التفجير الذي أدى إلى إصابته ونقله إلى مشفى سعودي للعلاج، ومعرفة السلاح الذي تم استخدامه فيما إذا كان صاروخاً أو عبوة ناسفة، فكل هذا في الواقع لايهم المواطن اليمني لامن قريب ولامن بعيد. ما يهمه الآن هو أنه تخلص أخيراً من كابوس جثم على صدره لأكثر من ثلاثة عقود. وهذا يعيد إلى ذهني مقالاً بعنوان (العلاقة بين الديكتاتور والجن الأزرق) كنت قد كتبته ونشرته مؤخراً وأوضحت فيه أن المواطن العربي لايهمه حقاً من سيساعده في التخلص من ديكتاتوره، بل يهمه أن يتخلص منه والسلام.

الرَحيـلُ عـلى مَـتنِ شَـظِّية

مـبروكٌ لليمـنْ

قالـوا لكَ ياعـلي إرحـلْ

قالـوها باللغَـةِ العَـربية

وقالـوا إرحَـلْ تعني إذهَـبْ

وكَـرروها بالفُصحى والعامِـية

وأضافـوا أيضاً أنهـا تعني إمشـي

وغنّـوها لـكَ أكـثرَ مِـنْ غِنّيـة

وقـالوا أنهـا قريبـة مِـنْ يكـفي

وترجمـوها لعدةِ لُـغاتٍ أجنبيَـة

ومَـلؤا بِـها السـاحاتِ

وبالفَـمِ المليـانِ قالـوها علنيَـة

وكَـتبوها على وجوههمْ وصدورهمْ

ورفعوهـا بالعالي بسـواعدٍ شَـبابية

طلبوهـا منكَ بالذَوق وباللُطفِ

طلبوهـا بطريقـةٍ حضاريَـة

وطلبوهـا بالتي هي أحسَـنْ

وعرضوا عليكَ عُـروضاً سَـخية

وأخواتُ الرجالِ أيضاً أعلنَّهـا:

إلحَـقْ بالحُكّـامِ البَـقية

والأولادُ مِـنْ على الأكـتافِ قالوهـا:

إرحَـلْ ياوَجـهَ البَـلِية

***

وأنتَ قاعِـد (تاخـد وتعطي)

وتقـولْ أصابعْ إسـرائيليَـة

وتقـولْ فاتكُـمْ القِطـارْ

وتقـولْ جِـهاتٍ خارجيَـة

وتريـدْ صناديـق اقتـراعْ

وتريـدْ أيـادٍ نظيفـة وطنيَـة

ومَـرة تقـولْ نعـمْ للحِـوارْ

ومَـرة تقـولْ لا للمُـبادرة الخليجيَـة

ومَـرة تقـولْ أنَـكْ على إسـتعدادْ

ومَـرة تقـولْ مُـؤامَـرة دولِـية

ومَـرة تهـددْ بالانسِـحابْ

ومَـرة بالحَـربْ الأهليَـة

وانت فاكِـر حالك ذكـي

فاكِـر حالكْ شَـيخ الفلهَويَـة

وبعديـنْ رحتْ تقتـلْ بالناسْ

وسَـمَيتهمْ جماعـاتْ إرهابيَـة

إذا كـانْ سِـلاحكْ جـارح

سِـلاحْ الشَـعبْ قـوَتهُ إلهِيَـة

***

لَـمْ ترحَـلْ بالذوقْ فرَحلتْ بالنـارْ

رفضتَهـا سِـلمية فأتتكَ جَبريَـة

لَـمْ ترحَـلْ بكيفَـكْ

منعَـكَ الغُرورُ والعنجَهيَـة

لَـمْ ترحَـلْ بشَـرفٍ ووَجاهـة

فضلتَ المُواجهـة الدَمَويَـة

فخـرَبوا لكَ واجِهَـتكْ

وصبغـوكَ بألوانٍ قانّيَـة

وأخـذوكَ مُحمَّلاً على الطائِـرة

أخذوكَ بحالَـةٍ إسـعافيَـة

أما كـانَ الرحيلُ بكِـبرياءٍ أفضلَ

مِـنَ الرَحيـلِ على مَـتنِ شَـظّيَة؟

ألَـمْ أقُـلْ لَـكَ سَـينهارُ السَـد؟

ألَـمْ تَصِلكَ قصيدتي اليَمَنيَـة؟

رَحلتَ أخيراً وانفَـكَ السِـحرُ

سَـتُعلَنُ الأعـيادُ وتُوَزَعُ العيديَـة

وانضممتَ للائحَـةِ (يُمهلْ ولايُهملْ)

وانضممتَ للائحةِ (شَـرِ البليَـة)

وفي نـادي المخلوعيـنَ

صـارَ لَـكَ عُضويَـة

***

صِغـاراً تبقـونَ مَهما كَـبرتُـمْ

ومَـنْ يكـبرْ على شَـعبهِ يَسـتحقُ المَنيَـة

أدنيـاءً تبقـونَ مَهما عَـلَوتُـمْ

ويَـدُ الشَـعبِ تبقى هيَ العلِيَـة

***

كلمات: طريف يوسف آغا

هيوستن / تكساس

الأحد 3 رجب 1432 / 5 حزيران 2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry