العـودة
العـودة
حين َ يعود ُ الربيع ُ كل َ عام ِ
حـين َ يَعـود ُ الـرَبيع ُ كُـل َ عـام ٍ
يَعـود ُ السُـنونو إلى السَـماء ِ ليَـروِي َ الأخـبار ْ
ويَـعود ُ النَحـل ُ ليَرشُـف َ
قَهـوة َ الصَباح ِ مَـع َ الأزهـار ْ
وتعـود ُ الفَراشـات ُ لِـتُشارك َ
الورود َ وجـبة َ الإفـطار ْ
ويَعـود ُ الثَـلج ُ لِـيَجرِيَّ
مَـع َ السَـواقي إلى الأنهـار ْ
فحيـن َ يَـعود ُ الزَهـر ُ لِـيُعلِـن َ
اقـتِراب َ وصول ِ الثِـمار ْ
ويَـعود ُ الإِقـحِوان ُ لِـيُعلِـن َ
عَـودَة َ الـرَبيع ِ كُـل َّ آذار ْ
يَـعود ُ شَـعب ُ فِلِسـطين َ لِيَتَـذَكَـر َ
حَـيفا ويـافا والقُدس َ والأغـوار ْ
***
في كُـل ِ مَـرَة ٍ يَـبدأ ُ حَـفل ُ رَبـيع ٍ
يَـعود ُ الحُـب ُ لِيُـدَندِن َ بالأَسـرار ْ
فَتَتَشَـابَـك ُ أصابع ُ العُشَّـاق ِ
على دُروب ِ المِشـوار ْ
وتَعـود ُ القُـلوب ُ
لِتَـرقُـص َ عَـلى الأَوتـار ْ
فَتـولَد ُ الموسـيقى
مِـن ْ نَبـض ِ الأفكـار ْ
وتُـلَحَن ُ الأَغـاني ْ
بِقَـوافي الأَشـعار ْ
ويَعـود ُ شَـعب ُ فِلِسـطين َ
لِيُنشِـد َ أُنشـودة َ الأَحـرار ْ
***
في كُـل ِ مَـرَة ٍ يَغتَسِـل ُ اللَيمـون ُ
بِمِيـاه ِ الأَمطـار ْ
ويُتَـوَّج ُ الـزَيتون ُ
سَـيدا ً عَـلى بَـقَيَّة ِ الأَشـجار ْ
وتُـلَوِح ُ سَـنابِل ُ القَـمْح ِ
لِقَـوافِـل ِ الشُـهَداء ِ الأَبـرار ْ
ويَقـول ُ النَخيـل ُ: لا أَنحَـني
إِلا لِلواحِـد ِ القَـهَّار ْ
سَـيَقول ُ شَـعب ُ فِلِسـطين َ:
عـائِدون َ لِنصنَع َ الأَقـدار ْ
***
مَهما حَجَبـوا ضَوء َ القَـمَر ِ
ومَنَعـوا عَـودَة َ الشَـمـس ِ إلى النَهـار ْ
ومَهما قَصوا أجنِحَـة َ النَورَس ِ
ومَنَعـوا وصول َ المَركَـب ِ والبَحّـار ْ
ومَهما مَـلَؤوا السُـجون َ
ومَنَعـوا عَـنها الأَخـبار َ والـزُوّار ْ
سَـيَعود ُ صَوت ُ الحُـرِّيَـة ِ
مِـن ْ خَـلف ِ الأَسـوار ْ
ويَزداد ُ شَـعب ُ فِلِسـطين َ
عَـلى العَـودَة ِ إِصـرار ْ
***
شعر: طريف يوسف آغا
هيوستن/ تكساس
جمادي الثاني 1432/ أيار، مايس 2011
لآخر 1432/ آذار 2011