الديكـتاتورْ والقلَـمْ

الديكـتاتورْ والقلَـمْ

تحية لفنان الكاريكاتير السوري العبقري علي فرزات

الذي تعرض لاعتداء من قبل مجموعة من (الإصلاحيين) في مدينة دمشق الخميس 25 آب، أوغست 2011

قالَـتِ الرُسـوماتُ للديكـتاتورِ: ألا تخجَـلْ؟

ومِـنْ قبلِـها سَـألته الأشـعارُ: ألا تشـبعْ؟

وسَـألتهُ الموسـيقى: مَـتى يَـزولُ البَـلاءُ؟

وسَـألتهُ المقـالاتُ: أمـا آنَ الأوانُ أنْ ترحَـلْ؟

سَـألوهُ هَـلْ أقسَـمتَ اليمينَ رئيسـاً للوطَـنِ؟

أمْ لأبنـاءِ الوطَـنِ أنْ تَسـحلْ؟

لتُحـافِظَ على أمـوالِ الشَـعبِ؟

أمْ مِـنْ أمـوالِ الشَـعبِ كي تنهَـلْ؟

هُـوَ القلَـمُ الحُـرُّ ألَـدُّ أعـدائِكَ

دومَ تكسـرهُ حيـنَ بشِـرائهِ تفشَـلْ

ماكانَ القلَـمُ الحُـرُّ صديقَـكَ في يومٍ

كلُ واحِـدٍ على كبحِ الآخَـرِ يَعمَـلْ

هُـوَ بالخَـطِّ وأنتَ بالرَصاصِ والعِصي

ومَـنْ لايرى الفَـرقَ لاشَـكَ أحـوَّلْ

القلَـمُ يُـدَوِنُ صَفحـاتِ التـاريخِ

والعَصا تفضَـحُ حامِـلَها بأنَّـهُ الأفشَـلْ

القلَـمُ ينقُـلُ الحَضـارةَ إلى الحيـاةِ

والرَصاصُ دومـاً عَـنِ المَـوتِ يَسـألْ

أمَّـا الأقـلامُ التي تمتطيهـا

فهيَ أقـلامٌ مِـنَ الجَهـلِ أجهَـلْ

اعـتادتْ ظهـورُها رِفقَـةَ السُـروجِ

عُـقولُ أصحابِهـا مِـنَ الصحراءِ أقحَـلْ

ماسَـمعناكَ في يَـومٍ على العَـدوِ تزأرُ

ماعَـرِفَ العَـدوُ عَـدواً مِـنكَ أفضَـلْ

ولكِـنْ سَـمعناكَ دومـاً تزأرُ على شَـعبكَ

مَـنْ يفعَـلْ ذلكَ لاشَـكَ بالشُـعوبِ يجهَـلْ

وسَـمِعناكَ كالضِـباعِ تعـوي وكالغُـربانِ تنعَـقْ

مامَـرةً كالخُيـولِ العَـربيةِ سَـمِعناكَ تَصهَـلْ

اذهَـبْ وقِـفْ أمَـامَ المِـرآةِ وقُـلْ لي

إنْ رأيَـتَ بحـياتِكَ مَـنْ هُـوَ أنـذلْ

إنْ كـانَ طَعـمُ الحِبـرِ عَـليكَ مُـرٌ

فظِلمُـكَ لِلشَـعبِ أمَـرُّ مِـنَ الحنظَـلْ

شَـوَّهتَ المـاضي وسَـرَقتَ الحاضِـرَ

وقضَـيتَ عَـلى أحـلامِ المُسـتقبلْ

وكَـمْ جَعَـلتَ الوَطَـنَ يَبـدو قبيحـاً

الوَطَـنُ بدونِـكَ سَـيكونُ لارَيـبَ أجمَـلْ

***

شعر: طريف يوسف آغا

هيوستن / تكساس

الأحد 28 رمضان 1432 / 28 آب، أوغست 2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry