ست سنين مضت على رحيل الغالي

ست سنين مضت على رحيل الغالي

رفعت يوسف آغا (1920-2014)

بقلم طريف يوسف آغا

سِتُّ سِنينَ مَضَتْ على رَحيلِ الغالي

ومَكانُ أبي في قُلوبِنا مازالَ خـالي

وجودُهُ مابَينَنا كانَ شَـرَفٌ لَنـا

ماكانَ يَقَدَّرُ بِذَهَبٍ ولايُثَمَّنُ بِمالِ

أجمَلُ الأيـامِ كانَتْ في بَيتِ أبي

رَحِـمَ اللهُ تِلكَ الأيّـامِ الخَـوالي

لايَمضي يَومٌ لايَزورُنا فيهِ طَيفُـهُ

أمّـا الدُموعُ فَمِنْ نَصيبِ اللّيـالي

يَتَنَقّـلُ مـابَينَ عُقولِنـا وقُلوبِنـا

وَجهُهُ مازالَ مَحفوراً في الخَيـالِ

في يومِ رَحيلِهِ فَقَدنا قِطعَـةً مِنّـا

كانَ يَومُ رَحيلِـهِ عَلينـا كزِلزالِ

أنْ تَجِـدَ عـائِلَةٌ أبـاً مِثلَ أبي

فَهـذا أمـرٌ أقرَبُ إلى المُحـالِ

كانَ في الحَربِ فارِسـاً قَلَّ نَظيرُهُ

رَفَـعَ رأسَ الوَطَـنِ في العـالي

وكانَ في دِمَشـقَ رَجُلاً يُفاخَرُ بهِ

في زَمَنٍ عَزَّتْ فيهِ مَفاخِرُ الرِجـالِ

سَتَبقى سيرَتُهُ كَعِطرِ ياسَمينِ دِمَشقَ

سَتَبقى سيرَتُهُ تَنقُلها أجيالٌ لأجيالِ

هكَذا هِيَ عَلاقَةُ الإنسـانِ بالحَياةِ

زِيارَةٌ قَصيرَةٌ ثُمَّ يُتبِعُهـا بِتِرحـالِ

***

نثرية (يسمح بنشرها دون إذن مسبق)

طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سوري مغترب

هيوسـتن / تكسـاس

الثلاثاء 28 كانون الثاني، جانيوري 2020