كانت ومازالت ممنوعة عن الشرفاء

كانت ومازالت ممنوعة عن الشرفاء

مع عدم اعتذاري لمن يرى نفسه في هذه النثرية

بقلم طريف يوسف آغا

كانتْ ومازالَتْ مَمنوعَةً عَنِ الشُـرفاءِ

كَراسي حُكمِ بِلادِنا مَحجوزَةٌ لِلعُمَلاءِ

لايُنَصَّبونَ حُكاماً إلا بأوراقِ إعتمـادٍ

هُمْ لأسـيادِهِمْ بِمَثابَـةِ السُـفَراءِ

يُذِلـونَ شُـعوبَهُمْ لَيـلَ نَهـارَ

وهُمْ أمـامَ أسـيادِهِمْ مِنَ الأذِلاءِ

فاذا رَحَلَ واحِدُهُمْ استَبدَلوهُ بآخَرَ

بِمَنْ يَشرَبْ أكثرَ مِنْ دِماءِ الأبرياءِ

لاتَلومُهُمْ فَهُمْ مِنكُمْ ولَيسـوا لَكُمْ

إنْ عَصوا أسيادَهُمْ راحوا بِشِربَةِ ماءِ

بَقائُهُمْ على كَراسيهِمْ مُرتَبِطٌ بِوَلائِهِمْ

وبِقَدَرِ مايُذيقونَ شُعوبَهُمْ مِنْ شَـقاءِ

هَمُّهُمُ الأولُ تَنفيذُ أوامِرِ أسـيادِهِمْ

وهَمُّهُمُ الثاني العَمَلُ على النَهبِ والاثراءِ

الحُريَةُ والكَرامَةُ مَمنوعَتانِ عَنْ شُـعوبِنا

مَسموحٌ فقطْ أنْ نُصَنَّفَ كأحيـاءِ

لاقيمَـةَ للانسـانِ في بِلادِنـا

بَقائُهُ في الحيـاةِ مُرتَبِطٌ بالـوَلاءِ

لَيسَ لأوطانِنا أحضانٌ ولاسُـقوفٌ

حياتُنا فيهـا كالعُـراةِ في العَـراءِ

***

نثرية (يسمح بنشرها دون إذن مسبق)

طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سوري مغترب

الأحد 18 آب، أوغست 2019

هيوسـتن / تكسـاس