قتلوا زينب أم لم يقتلوها

بعد أن اختطف الأمن السوري الشابة زينب الحصني (19 سنة) من بيتها في حي السباع في حمص بتاريخ 27 تموز، يوليو 2011، وعاد وسلم جثة مشوهة ومقطوعة الرأس والأطراف لأهلها من المشفى العسكري في حمص يوم 17 ايلول، سيبتمبر 2011 على أنها تعود لابنتهم، عاد وفي لعبة رخيصة، ليظهر زينب الحصني على شاشاته قبل أيام ليثبت برائته من التهم الموجهة إليه بقتلها. فاذا اعتقد النظام أن كابوس الشعب السوري الذي بدأ منذ أكثر من أربعة عقود يمكن أن يختزل بمأساة تلك الفتاة وبالتالي يمكنه الحصول على عفو هذا الشعب بمجرد إعادتها إلى الوجود حسب المثل الشعبي الذي يقول (ضاعت ولقيناها) فهو بالتأكيد قد أخطأ باعتقاده لأنه بحاجة لعفو أكثر من عشرين مليون سوري حتى يحصل على برائته.

قتلوا زينبَ أمْ لمْ يقتلوها

فقد قتلوا أمة بكاملها

قتلوا زينبَ أمْ لمْ يقتلوها؟

ليسَ هذا هوَ السُـؤالْ

وليسَ السُـؤالُ أينَ تكمنُ الحقيقة؟

ولا منْ يَصْدقُ ومنْ يكذبُ الأقوالْ؟

فنحنُ أمامَ أمَّـةٍ قَـد قُتلتْ بكاملِها

ورقصَ قاتلها على دمِها الذي سـالْ

ومنْ عاشَ منها عاشَ مُقيداً أو مُطارداً

أو مُتسـولاً في أحسَـنِ الأحوالْ

وعاشَ كفيفاً وأبكماً وأطرشـاً

يخافُ منْ ظِلهِ ومنْ كُلِ الظِلالْ

يبحثُ عنْ الكرامَةِ في كلِ يومٍ

فلا يجدُ سِـوى القهرِ والاذلالْ

ليسَ الرصاصُ وحده ولكِـنَ

العيشَ بلا كرامةٍ هوَ أيضاً قتّـالْ

شَـعبُ سـوريةَ ولأربعةِ عقودٍ

حمَّـلوهُ ماتنوءُ بحَملهِ الجبالْ

اسـتباحوا أعراضَهُ وخطفوا أبنائَهُ

حمَّـلوهُ ما تأنفُ العبيدُ منْ أحمالْ

سَـجنوهُ وعذبوهُ ثمَ حذَّروهُ أنْ يشـتكي

وهلْ يشـتكي منْ فارقَ الحياةَ منذُ أجيالْ؟

تكرَّموا عليهِ بضيقِ العيشِ والذلِ

أشـبعوهُ خُطباً ووعوداً بلا أفعالْ

بلْ كانَ دائماً مفعولاً بهِ أو فيهِ

جعلوا منْ دمائهِ مرةً نهراً ومرةً شَـلال

وقالوا لهُ طلبُ الكرامةِ حرامٌ

ولكنَ السُـجودَ على صورِ القائدِ حلالْ

وقالوا لهُ سَـنُقَطِعكَ ونحرقكَ ونسـلخُ جلدكَ

سـوفَ نقدمكَ قُرباناً على مَذبحِ النِضالْ

سَـنجعلكَ عبرةً لكلِ منْ يرفعُ رأسَـهُ

رفعُ الرؤوسِ عندنا من مرادفاتِ المُحالْ

وبعدَ كلِ هذا يتبجحونَ بأنهمْ ماقتلوا زينبَ

وكأنَ ظهورَها سَـيعيدُ إلى الحياةِ منْ زالْ

كلا فانَ ظهورَها لنْ يُعيدَ الشَـعبَ الذي

دفنوهُ حياً منْ أجلِ ثرواتٍ وأموالْ

فهمْ ذَبحوا حتى ظننتُ هولاكو تقمصهمْ

وأفسَـدوا فازدهرَ على زمانهمْ النصبُ والاحتيالْ

وكذّبوا حتى تنازلَ لهمْ مُسَـيلمةُ عنِ اللقبِ

ودجَّـلوا حتى لتظنهمْ منْ فرقةِ الدجّـالْ

فبركاتهمْ على الشـاشـاتِ حفَظناها

أنَ الأوانُ ليغيروا المَـوّالْ

آنَ الأوانُ ليقفوا أمامَ المحاكِمِ

فسَـيفُ العدلِ اليومَ لرِقابهمْ ميّـالْ

وشَـعبُ زينبَ سَـيجعلهمْ يدفعونَ

ثمنَ جرائِمِهمْ قَصُرَ الزمانُ أمْ طالْ

***

شـعر: طريف يوسـف آغا

هيوسـتن / تكساس

جمعة (المجلس الوطني يمثلني) 9 ذي القعدة 1432 / 7 تشرين الأول، أوكتوبر2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry