تحية إلى الجيش السـوري الحـر

كنت قد اعترفت قبل ثلاثة أسابيع بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب العربي السوري الثائر سلمياً في سبيل الحرية والكرامة، وذلك عبر رسالة خطية عن طريق البريد الالكتروني والفيسبوك واليوتوب. وبعد اللقاء الذي تم أمس الخميس بين وفد المجلس الوطني ووفد من الجيش السوري الحر الذي اختار الوقوف مع الثورة، واعتراف كل منهما بالآخر، فقد رأيت أن أقدم هذه القصيدة لجيشنا الوليد عربون تقدير ووفاء لشجاعته وتضحياته من أجل الوطن والشعب.

تحية إلى الجيش السـوري الحُـرْ

عِشـنا لنرى جيشـاً حُراً يُدافِـعُ

عنْ سـوريةَ التي نُكِّـلَ بها لعقـودْ

جيشـاً يُدافعُ عنِ الأهـالي

ضدَ كلِ سَـفاحٍ حقـودْ

فهمَ أفرادهُ معنى الشَـرفِ

فجعلوا مِـنْ أنفسِـهمْ للكرامَةِ وقـودْ

فالجيش الذي عرفناهُ قبلَ ذلكَ

هوَ الذيَ هرَبَ مِـنَ الجولانِ مطـرودْ

هوَ الذي انتصرَ في درعا وحماةَ والرسـتنْ

ولكنهُ في الجولانِ كانَ معَ الهزيمةِ موعودْ

وسَـمّى نفسَـهُ بالجيشِ العقائدي

لأنهُ عقدَ العزمَ إلى الجولانِ لنْ يعـودْ

وأنْ يرفعَ في وجهِ مَـنْ

يريدُ تحريرَهُ كلَ أنواعِ السُـدودْ

وهوَ مَـنْ تلقى الصفعاتَ مِـنْ إسـرائيلَ وتحججَ

بأنَ قرارَ الردِ عليها غيرُ موجـودْ

وهوَ مَـنْ شـاركَ التُجارَ تجارتهـمْ

ومَـنْ عملَ في التهريبِ عبرَ الحُـدودْ

وارتكبَ المجازرَ في المدنِ والسُـجونِ

وأحرقَ الأحياءَ وسَـلخَ الجُـلودْ

جرى مِـنْ لبنانَ كالأرانبِ ولكنْ

انقضَ على الشَـعبِ كالأسـودْ

لاينقضُ جيشٌ على شَـعبهِ إلا ويُصبـح

بابُ الحوارِ بينهما للأبدِ موصـودْ

طالما نادى بشـعاراتٍ واهيةٍ لانهايةَ لهـا

لاتنطلي إلا على كلِ ذي عقلٍ محـدودْ

مِـنَ المقاومةِ إلى الممانعةِ إلى التضامُـنِ

ومِـنَ النضالِ إلى جبهةِ التصدي والصُمـودْ

كلُ مافعلهُ أنهُ قسَّـمَ العربَ عربيـنِ

وفرَّقَ الاخوةَ وخانَ العُهـودْ

مجزرةُ حماةَ لاتحتاجُ لتوثيـقٍ

وتلُ الزعترِ لايحتاجُ لشُـهودْ

جيشٌ تعملقَ أمامَ شَـعبهِ وتقزمَ أمامَ العدوِ

وطعنَ في الظهرِ وخلفَ الوعـودْ

ضمَّ إليهِ المجرمينَ والمهربينَ واللصوصَ

فانشَـقَّ عنهُ الأحرارُ مِـنَ الضُباطِ والجُنـودْ

جيشُ سـوريةَ أسَّـسَـهُ في الأمسِ

أشـرافُ الوطنِ مِـنْ أبائِنا والجُـدودْ

مِـنْ يوسُـفَ العظمة إلى المالِكي

أبطالٌ جعلوا مِـنَ الجيشِ عِهدةَ العُهـودْ

حاربوا الاسـتعمارَ وحاربوا الاحتلالَ

ولكنْ ماحاربوا شَـعبَهمْ وكأنَّهُ يَهـودْ

اليومَ أحرارُ سـوريةَ يُعيدونَ للجيشِ سُـمعتَهُ

ويكسُـرونَ مافُرِضَ على الشَـعبِ مِـنْ قيـودْ

يحمونَ الناسَ مِـنَ كِلابٍ مَسـعورةٍ

كلُ واحدٌ مِنهمْ للحُريَةِ بنفسِـهِ يَجـودْ

أحرارُ سـوريةَ يعودونَ اليـومَ

ليحتضنوا مِـنْ جديدٍ جيشَـها المَولـودْ

***

شـعر: طريف يوسـف آغا

كاتب وشاعر عربي سوري مغترب

هيوسـتن / تكساس

جمعة (تجميد العضوية مطلبنا) 15 ذي الحجة 1432 / 11 تشرين الثاني، نوفمبر2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry