عيد القتل السعيد

نثر شعري

عيدُ القَتلِ السَعيدْ

يدَمَّرُ الوطنُ ولايُترَكُ حَجَرٌ على حَجَرْ

لايُترَكُ بيتٌ ولاجامِعٌ ولادَيرْ

يَطالُ الحِقدُ الانسانَ والحيوانْ

ولايُوَفَّرُ مَخلوقٌ يَمشي ولاطَيرْ

وهُناكَ مَنْ يَقولُ لنا:

كُلُّ عامٍ وأنتُمْ بِخَيرْ

***

كيفَ تشعرُ إذا الكُلُّ خانَكْ؟

وإذا غَدَرَ بِكَ حتى جارَكْ؟

مابَقِيَ أحدٌ إلا وكَذَبَ علينا

مابَقِيَ أحدٌ إلا وبقَتلِنا شارَكْ

وهُناكَ مَنْ يَقولُ لنا:

عيدُكُمْ مُبارَكْ

***

مَلابِسُ العيدِ صارَتْ الأكفانْ

والزُوارُ اقتصَروا على الجزّارينْ

المجالِسُ باتَتْ مجالِسَ الأحزانْ

والأحاديثُ ماعادَتْ إلا عَنِ السَفّاحينْ

وهُناكَ مَنْ يَقولُ لنا:

كُلُّ سَنَةٍ وأنتُمْ طَيبينْ

***

مابَقِيَ شِبرٌ مِنَ الوَطَنِ

إلا وأصبَحَ سُكّانُهُ لاجِئينْ

ومابَقيَتْ أسرَةٌ مِنَ الشَعبِ

إلا وفيها واحِدٌ مِنَ المَفقودينْ

وهُناكَ مَنْ يَقولُ لنا:

كُلُّ سَنَةٍ وأنتُمْ سالِمينْ

***

مِنْ بَعدِ أنْ تَعودنا مُشاهَدَةَ

المَذبوحِ والمَحروقِ والمُقَطَّعِ والقَعيدْ

وأسمَعَنا الكِبارُ والصِغارُ

كُلَّ عِباراتِ التَهديدِ والوَعيدْ

هُناكَ مَنْ يَقولُ لنا:

عيدُكُمْ سَعيدْ

***

لِمَنْ يُدَمِّرونَ الوَطَنَ أقولُ:

آتونَ إليَكُمْ بالنارِ والحَديدْ

ولِمَنْ يُساعِدونَهُمْ بِقَتلِنا أقولُ:

انتظِرونا، فَما عادَ فَجرُنا بِبَعيدْ

ولِمَنْ يُريدونَ مُعايَدَتنا أقولُ:

عيدُ سورِيَةَ حينَ نَثأرُ لِلشَهيدْ

***

طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سوري مغترب

عضو رابطة كتاب الثورة السورية

هيوسـتن / تكسـاس

جمعة (لاتحزني درعا فان الله معنا) 6 شوال 1433 / 24 آب، أوغست 2012