جدار العار
جـدار ُ العـار ْ
عندما تشهد ُ الكلمة مراسم َ بيع التاريخ ْ
كان ْ يامكان ْ بأديم الزمان ْ
كان ْ في بلد ْ مرفـوع الهامات ْ
شـيَّد المَنارة ْ وتـئن العـمارة
وبنى أبو الهول ْ والأهـرامات ْ
خـلـف ْ عـجايب ْ وهـو والـتاريخ ْ نسـايب ْ
وكانت ْ لو حـضارة ولا كل الحـضارات ْ
بجيـش البلد الظاهِـر ْ على الدنـيا ظهـر ْ
ومع التتر ْ صفى كل الحِسـابات ْ
وزادُ ه ْ محمد ْ عـلي لأمجـادُه ْ أمجـاد ْ
وأولادُه ْ وصلوا البحرين ْ بقـناة ْ
على أرضُه ْ أحـمد ْ عـرابي تحدى الإسـتعمار ْ
ومع ْ شـعـبُه الأصيل ْ واجه الدبابات ْ
وسَـعـد ْ زغـلول ْ حملـُه ْ على كتافــُه ْ
ورفعـُه بالإسـتـقلال ْ لعالي المرتبات ْ
ياحيف ْ عليك ْ يا بلد ْ لوين ْ وصلت ْ
يللي صابك ْ ولا بالمنامات ْ
وأنـتو ياظاهـرْ و يامحمد ْ و ياأحـمد ْ و ياسـعـد
تعالوا شـوفـوا ببلدكم ْ الروايات ْ
تعالوا شوفـوا الصقـور ْ باتت ْ بالأقـفـاص ْ
والقـصور ْ تسـرح ْ بيها التـعابين ْ والحـيات ْ
تعالوا شـوفوا العِـدا بالأحـضان ْ
والأحرار ْ أبعدوهم ْ أو زجوهم ْ بالزنزانات ْ
القـلوب ْ سَـحرها الغـرب ْ
والضماير ْ إشـترتها الدولارات ْ
تعالوا شـوفـوا ببـلدكم ْ شـو صار ْ
صارت ْ مهنتـُه ْ يحمي الغـزاة
صارت ْ مهنتـُه يحـاصر ْ إخـوانــُه ْ
ويسَـكِر ْ المعـابر ْ ويمنع ْ شِـريان الحـياة ْ
جـدار ْ برلين ْ وجـدار الضفـة
ومعهم ْ جـدار الـفـولاذ ْ كلهم ْ إخـوات ْ
جـدار العـار ْ إنغـرس ْ على الحـدود ْ
لو للـفـولاذ ْ عـيـون ْ لـنـزف ْ دمعـات ْ
لو له لسـان ْ لـتبرى من الإنسـان ْ
ولصرخ ْ ليه ْ كل ْ مين ْ إسـتحى مات ْ ؟
جـدار العـار ْ غرسـوه ْ ببـلد الغـار ْ
رح ْ يشـهد ْ عـليهم ْ يوم ْ تـزول المقامات ْ
جـدار العـار ْ بإسـم الوطن ْ غـرسـوه ْ
إيه ْ عـاد ْ يتحمل ْ هالوطن ْ كِـذبات ْ ؟
ماعـاد ْ سـر ْ إنهـم ْ جسـر ْ للعِـدا مدوه
وبيـن ْ الإخـوة زرعـوه ْ لـيـبَعـِد المسـافات ْ
إيه ْ عـاد ْ يـتحمل ْ الإخـوة بضهـرهـم ْ خـناجـر ْ ؟
إيه ْ عـاد ْ يتحمـلوا نـكـبات ْ ؟
نِحـنا والعِـدا صرنا عـليهـم ْ
يكـفيهـم ْ شـرف ْ حـملوا الـراية وردوا التنازلات ْ
كأن الزمان ْ وصل ْ لآخـر الزمان ْ
العـدل ْ دفـنـوه ْ والمَظالم ْ أصبحـت ْ سـادات ْ
وأنـت َ يابلد ْ باعـوك ْ وباعـوا دم ْ الشـُهدا
وبالـرخـيص ْ باعـوا تاريخـك ْ والـرايات ْ
*
شعر: طريف يوسف آغا
هيوستن / تكساس
صفر 1431 / كانون الثاني 2010