في بِلادِنا يُسَمّونَ العُهرَ إنتِخاباتٍ
بقلم طريف يوسف آغا
في بِلادِنا يُسَمّونَ العُهرَ إنتِخاباتٍ
المشاركونَ فيهِ مِنْ لُصوصٍ وعاهِراتٍ
وقَوّادينَ وأفّاقينَ وقُطّاعَ طُرُقٍ
وجَلادينَ وشَبّيحَةٍ وشَبّيحاتٍ
ويُسَمّى أيضاً عُرساً وَطَنياً فيهِ
العَريسُ سَفّاحٌ والزَفّةُ على دَبّاباتٍ
ويَهتُفُ لِلعَريسِ المـُتاجِرونَ بالدينِ
مِمَنْ يُرَبّونَ لَحىً ويَضَعونَ عَماماتٍ
الكُلُّ يَعرِفُ أنَّها مَهزَلَةٌ ويَعرِفُ
أنَّ ثَمَنَ المعارَضَةِ بِضعُ رَصاصاتٍ
لو دَبَّتِ الروحُ في صَناديقِ الاقتِراعِ
لَتَقَيّأتْ مافي جَوفِها مِنْ قَذاراتٍ
ولو تَكَلَّمَتْ لَغَسَّلَتْ بأصحابِها المزابِلْ
ولَمَلأتْ بالبُصاقِ عَلَيهِمْ بُحَيراتٍ
لاتَحزَني ياصَناديقَنا فَلَستِ وَحدَكِ
جَعَلوا لِكُلِّ الأسماءِ غَيرَ تَسمِياتٍ
وَضَعوا لِلُّغَةِ عِندَنا قاموساً جَديداً
الخِيانَةَ تُسمَّى مُقاوَمَةً والهَزائِمُ إنتِصاراتٍ
وتَغييبُ الناسِ في السُجونِ نِضالاً
وتَوقيفُهُمْ في طَوابيرِ الخُبزِ نُزُهاتٍ
والحريَةُ عَمالَةً والكَرامَةُ نَذالَةً
والمطالَبَةُ بالحُقوقِ مُجَرّدَ تَفاهاتٍ
حينَ يُدعى بائِعُ البَلَدِ بَطَلاً
فَلا غَرابَةً بِهكَذا إنتِخاباتٍ
***
نثرية (يرجى المشاركة)
بقلم طريف يوسـف آغا
كاتب وشـاعر سوري أمريكي مغترب
هيوسـتن / تكسـاس
الأحد 30 أيار، مايس 2021