ياتدمر يالؤلؤة الصحراء

ياتدمر يالؤلؤة الصحراء

انسحب النظام منها 21 أيار 2015 وسلمها لتنظيم (داعش) دون قتال

بقلم طريف يوسف آغا

ياتدمُـرُ يالؤلؤةَ الصَحراءِ ياجَوهَرةَ التاريخِ

شَوّهوا سُـمعتَكِ بسجنِ نَصّبوا عليهِ قَصّابا

كَمْ شَـهِدَ مَجازراً يندى لها الجبينُ

في كُلِّ شِـبرٍ منهُ الدمُ يُلَوِنُ التُـرابا

الداخلُ إليه كانَ مَفقوداً والخارِجُ مَولوداً

كانتِ الحريةُ لمن يدخلهُ حُلماً، كانتْ سَرابا

وصراخُ البشرِ، كمْ ضاعَ في ظلامِ الأقبيةِ

أطعموهَمُ السياطَ أكلاً وسقوهُمُ العذابَ شرابا

مَنْ يبقى فيهمْ رمقُ حياةٍ كانوا يحسدونَ

مَنِ انطلقتْ أرواحُهُمْ تُعانِقُ السَحابا

هذا سِـجنٌ كانَ الاعدامِ فيهِ رحمةٌ

والابقاءُ على الحياةِ فيهِ كانَ عقابا

لاشَـكَّ أنَّ في الدُنيـا بقيةَ عَـدلٍ

فجلادو الأمسِ يدفعونَ اليومَ الحسابا

ياتدمُـرُ أردناكِ حُـرّةً، لامِنْ هالِكٍ لمالِكٍ

رحَـلَ عنكِ مُصابٌ فأحضروا لكِ مُصابا

ماأتوا شيئاً جديداً بانسحابهمْ، ماأتوا بغرابة

فالعصـابةُ إذا رحلتْ، سلَّمتْ عِصـابة

هكذا ينتقمُ السَـفّاحونَ مِنَ الشعوبِ

يسلمونَ رقابَها لمنْ يَسومَها العَـذابا

الفرنسيونَ مَكّنوا (بني قيقي) مِنّـا غدراً

والبريطانيونَ مَكّنوا (بني صهيونَ) اغتصابا

لاعهـدَ لأمثـالهمْ ومنْ أينَ العهـدَ

لمنْ كانَ جَـلاداً ومَنْ كانَ نصّـابا

ومِنْ أينَ سيأتي العهدُ لمنْ دَمَّروا الوطنَ

وأحالوهُ مقابِـراً وخِـياماً وخَـرابا

لم يرضوا عنّـا حينَ أعلنّاها سِـلميّة

فبكـوا دمّـاً حينَ رفعناهـا الحِـرابا

***

نثرية (يسمح بنشرها دون إذن مسبق)

طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سوري مغترب

عضو رابطة كتاب الثورة السورية

هيوسـتن / تكسـاس

جمعة (داعش تغدر بحلب) 18 شعبان 1436 / 5 حزيران، جون 2015

http://sites.google.com/site/tarifspoetry