حين كنت فتى عشقت جارة

حين كنت فتى، عشقت جارة

بقلم طريف يوسف آغا

حيـنَ كُـنتُ فتىً، عَشِـقتُ جـارةْ

فكـانَ خَيالُهـا لايُفارِقُني لَيلَ نَهـارا

طالمـا سَـرَقَتْ نَظَراتُها النّومَ مِنْ عَينيْ

وطالما أشـعَلَتِ ابتِساماتُها في قلبيَ نارا

حـاراتُ دِمَشـقَ حَفِظَتنـا عَنْ غَيبٍ

ماكانَتْ توَدِعُنا حارَةٌ إلا لِتَستَقبِلَنا حارَةْ

ولَطالما كانَتْ مَجالِسُـنا مَقاعِدَ الحدائِقِ

العَصافيرُ زُوّارُنا والوَردُ كانَ لنا الجـارَ

وكَـمْ وَقَفنـا في مَداخِـلِ البِنـاياتِ

جَعَلناهـا لَنا المخابِئَ وجَعَلناها المَـزارا

لاأنسـى يَومَ طَيّرَ النَسـيمُ فُسـتانَها

عَقلي يومَها أيضاً مَعَ الفُسـتانِ طـارَ

ويـومَ أمسَـكتُ يَدَهـا لأولِ مَـرّةٍ

شَـعَرتُ وكَـأني أميـراً على إمـارةْ

فكَمْ بَنَيتُ لهـا قُصـوراً مِنَ الرِمـالِ

وكَمْ كانَتِ العَواطِفُ تَموجُ بِنا بِحـارا

كُنّـا يَومَها مُراهِقينَ والعُقولُ خاوِيـَةٌ

ولكِنْ كانَتِ القُلـوبُ لِلعُيونِ قيثـارَةْ

ولمنْ لَمْ يَذِقْ عِشـقَ المراهَقَـةِ أقولُ

لَنْ تَجِدَ لَكَ في إمـارَةِ العِشـقِ دارا

***

نثرية (يسمح بنشرها دون إذن مسبق)

بقلم طريف يوسف آغا

6 كانون الثاني، جانيوري 2019

هيوستن، تكساس