خمرية اللون والطعم

خَمرِيَةَ اللونِ والطَعمِ

بقلم طريف يوسف آغا

قالوا عَنِ الخمرَةِ أنّها بالعُقولِ تسرَحْ

فلمْ أدعَها يوماً تقرَبُ مِنْ شفتيَ

قالوا عَنِ الخمرَةِ أنّها بالثَوابِ تذهبْ

فأقسَمتُ أنْ لا ألمسها يوماً بيَدَيَّ

إلى أنْ أتى يومٌ وعرِفتُ تلكَ الصَبيَةْ

فتمنيتُ أنْ تَلمُسُها يَدَيَّ

ثمَّ تبعهُ يومَ سَـقتني مِنْ تِلكَ العيونْ

فمالَتِ الأرضُ ودارَتْ في مِحجَرَيهِما عَينيَّ

***

لو أني لا أعرِفُ لها أُمّاً وَضَعَتها

لقلتُ أنّهُمْ مِنَ الكَرمَةِ قَطَفوها

لو أني لاأعرِفُ لها أهلاً كَفِلوها

لقُلتُ أنّهُمْ معَ عناقيدِ العِنَبِ رَبّوها

لو أني لا أعرِفُ لها بيتاً يأويها

لقُلتُ أنّهُمْ في الدِنانِ أسكَنوها

لو أني لاأعرِفُ أنَّ فيها دِماءً تسري

لقُلتُ أنَّ النَبيذَ في عُروقِها يُحييها

***

سَـمراءُ هيَ ولكنْ ليسَ لِسَمارِها مَثيلْ

وإنْ كانَ السَمارُ مِنْ حولِها يملأُ الآفاقْ

إذا ودَّعتني . . . ودَّعتني بطيبِ القُبَلْ

وإذا لاقَتني . . . لاقَتني بطويلِ العِناقْ

إذا نَظَرَتْ إليَّ . . . علَّمَتني مَعنى العِشقِ

وعلَّمَتني أنَّ لِلعِشقِ شاطِئٌ وهيَ الأعماقْ

وإذا ضَمّتني . . . أحرقَتني بنارِ الوَجدِ

حتى صارَ بُعادها أصعبُ مِنْ قَطعِ الأعناقْ

***

خَمرِيَةَ اللونِ والطَعمِ جودي عَلينا

ومِما عِندِكِ هاتِ . . . وأطعِمينا

خَمرِيَةَ اللونِ والطَعمِ سَلِمينا الشِفاهَ

اِملَئيها روجاً . . . وبِها أسكِرينا

خَمرِيَةَ اللونِ والطَعمِ ولاتنسي النَهدَينِ

فقلبُنا لايَعرِفُ . . . أيُرضيهُما أمْ يُرضينا

خَمرِيَةَ اللونِ والطَعمِ أرفِقي بِنا

فعِطرُكِ مَرَّةً يَقضي عَلينا . . . ومَرَّةً يُحيينا

***

إبنةَ العِنَبِ. . . مالَكِ ولِلغيرَةِ عَشِـقتيها

ولِلغيرَةِ سَـوابِقٌ أودَتْ بأصحابِها إلى الجُنونْ

فأنا العاشِـقُ الأبَديُ وأنتِ اليَومَ مَعشوقَتي

فدَعكِ مِنْ نارِ الغيرَةِ وكَثيرِ الظُنونْ

العاشِقُ الأبديُ إسـمي ومِهنَتي ولَقَبي

لي في ساحاتِ العِشقِ صَولاتٌ وجَولاتٌ وفُنونْ

وأيامُنا هَذِهِ التي نَحياها تمضي فلا تَعودْ

فدَعينا اليومَ نَنهَلُ مِنْ بَعضِنا كأنَّ غداً لَنْ يكونْ

***

نثرية (يسمح بنشرها دون إذن مسبق)

بقلم طريف يوسف آغا

من أرشيف أعمالي القديمة (أب، أوغست 1984)

نشرت لأول مرة الأحد 11 تشرين الثاني، نوفيمبر 2018

هيوستن، تكساس