إنشودة الشهداء
يرجى الضغط هنا للتعليق على القصيدة
إنشـودة ُ الشـُهـَداء ْ
عندما تنحني الكلمة ُ لتقبل َ رأس َ الشهيد ْ
مُنذ ُ أن ْ بَدأ التاريخ ُ رحلـَتـَه ُ التقى مِن َ البَشَر ِ أصنافا ً عَديدة
تجاهَلَ أكثـَرَهُمْ وطواهُم ْ بصَفحَتِهِ كانوا كسنابل ِ قمْح ٍ تنتظِرُ الحَصيدة
وثـُلـَّة ً رآها ولكن ْ داسَها بـِقدَمَيهِ ثـُم َ رَماها في زَوايا صَديدة
أما النـُخبَة ُ، فانحَنى إجلالا ً لـَها وخـَصَّها مِنَ المَراتِبِ أماكِنا ً مَجيدة
ومِن َ النـُخبَة ِ نـُخبَة ٌ لا شَبيه َ لها ماناداهمُ الوَطنُ إلا وَكانوا أجاويدا
صَنفهمُ اللهُ مَعَ الأنبياء ِ والصِديقينَ وجَعـَلَ لـَهُم ْ في الجَنـَّة ِ رَصيدا
صِفة ُ البُطولةِ لاتكفي إنْ وَصَفناهُم ْ ولقبُ الشُجعان ِ يَقفُ عاجزاً مَحدودا
هي َّ التضحِيَة ُ مِنْ أسمى مَناقِبـِهـِم ْ يَرَوْنَ فيها حَياة ً لأجيال ٍ جَديدة
وهُم ْ دَوْما ً في الطليعَة ِ يَسيرونَ ويَوْم َ الوَغى، لاتجد ْ مِثلـَهُم ْ جـُنودا
فِتيَة ً كانوا أمْ شيوخا ً، يُشعِلونَ الأرضَ ويَصْهُرونَ بالعَزم ِ الحَديدا
إن ْ غزتهُمُ الغُربان ُ، انقضوا نسورا وإنْ أتتهُم ُ الضِباعُ، أتـَوْهُم ْ أسودا
إن ْ قصَفَ البَرق ُ، كانوا المتاريسَ وإنْ زَمْجَرَ الرَعدُ، زَمْجَروا رُعودا
إن ْ هَبَّت ْ عاصِفـَة ٌ، هَبوا زوابـِعا ً وإن ْ طغى سَيلٌ، شـَمَخوا سُدودا
ليْسَ مِنْ شِيَمِهـِم ْ الكلام ُ والخُطـَب ُ إن ْ توَعَدوا العِدى، نـَفـَّذوا الوَعيدا
وإن ْ لـَقـَّـنوهُم ُ الدَرسَ، كانَ بَليغا ً وإن ْ أذاقوهُم ُ البَأسَ، كان َ شَديدا
إنْ قارَعوهُمْ، تركوا خلفهُمْ أرواحَهُمْ فإن ْ راحَتْ، عاد َ واحِدُهُم ْ وَليدا
إن ْ حَل َّ الخـَطبُ، خـَطـَبوا المنايا ولأعـراس ِ الدَم ِ، قـَدَّموا الوَريدا
وكيف َ يَهُمُّهُم ْ ذلِك َ وهُم ْ يَعرفون َ أنَّ المَوتَ على الناس ِ كِتابا ًمَوعودا
وإن ْ رَضيَ غـَيْرُهُم ْ بالذل ِ عـَيشا ً فهُم ْ وَهَبوا حَياتـَهُمْ للعِزَّة ِ زَهيدة
وَعَدوا الوَطن َ أن ْ يَفدوه ُ بحَياتِهم ْ فـَصَدَقوا الوَطـَن َ وأبَرّوا الوُعودا
الجَزائِرُ في الماضي قدَّمَتْ مِليونا ً وفِلِسْطينُ اليَوْمَ تدفعَهمْ لِلحُريَةِ وَقودا
فِلِسطينُ تـُعَلِم ُ الدُنيا طريقَ الكرامَةِ ليبقى طريقَ الغزاةِ بالأبطال مَسدودا
هِي َّ نـُخبَة ٌ لاشَبيه َ في الدُنيا لها كل ُ واحِد ٍ مِنهُم ْ صارَ قـَصيدة
كل ُ واحِد ٍ مِنهُم ْ تـَرَجَّـلَ ومَضى وتـَرَكَ خـَلفـَهُ لـَقـَبا ً يُدعى الشَهيدا
*
يرجى الضغط هنا للتعليق على القصيدة
شعر: طريف يوسف آغا
هيوستن / تكساس
شعبان 1430 / آب 2009