ماذا سيقول رمضان؟

يكثر الحديث في وكالات الأنباء هذه الأيام عن توتر النظام السوري وأجهزته الأمنية بسبب اقتراب شهر رمضان المبارك والخوف من أن يزيد حدة الثورة المندلعة ضده منذ أكثر من أربعة أشهر، مما ألهمني كتابة هذه القصيدة.

ماذا سَـيقولُ رمضان؟

1432 هجرية/2011 ميلادية

يقولُ المَثَـلُ عِـشْ رَجباً ترى عَجباً

فعِشـنا ورأينا وهاهوَ آذَنَ بالرحيلِ شَـعبانْ

فما رأينا أعجبَ مِـن نِظامٍ

يخافُ رؤيةَ هلالِ رمضانْ

فالصِيامُ يَقضُ مَضاجعَهُ

والتَسـبيحُ يُصيبُهُ بالغَثيانْ

قِيامُ الليلِ يُقيمُ قِيامَتَهُ

وصلاةُ التراويحِ تُنذرُهُ بالعِصيانْ

يَظنُ أنَّ أبوابَ الجوامعِ سَـتأكلهُ

أو كأنهُ سَـيأتي منها الطوفانْ

وأنَّ خُطباءَ المنابرِ يَعظونَ حيناً

ويَتآمرونَ عليهِ في أغلبِ الأحيانْ

وأنهمْ يدعونَ عليهِ كُـلَّما رفعوا أيديهِمْ

ويلعنوهُ كُـلَّما عَلا المُؤذنُ بالأذانْ

النظامُ الذي يخافُ مِـن جامعٍ

لاشـكَ وأنَّـهُ دخلَ مَرحلةَ الهَذَيانْ

والنظامُ الذي يخافُ مِـن شَـهرٍ

لابدَ وأنَّـهُ قد صارَ على القبَّـانْ

وباتَ يَحسَـبُ نِهايَتَهُ سَـتأتي

مِـن حيثِ ما كانَ في الحسـبانْ

فباتَ هو مَـن يَخافُ ظِلَّهُ

ويمشي "الحَيطْ الحَيطْ" ويتضرعُ بالأمانْ

كلُ شَـئٍ حَولَهُ باتَ يُؤرِقهُ

ما بقيَ حولَهُ إلا حُـثالةُ الأعوانْ

سَـتأتي نهايتُهُ على يَـدِ مَـن دعاهُمْ

حشَـراتً وجراثيماً ومُندَسـينَ وخُـوّانْ

بعضُ أزلامهِ سَـينتهي مَطلوباً

والبعضُ سَـينتهي خلفَ القُضبانْ

في رمَضانَ لَنْ يُكرَمَ أحدٌ منهمْ

في رمَضانَ سَـيزولُ النِظامُ أو يُهانْ

"كُـلُ مَـن عليهـا فـانْ"

هذا ماسَـيقولهُ للنِظامِ رمَضانْ

***

شعر: طريف يوسف آغا

هيوستن / تكساس

الخميس 27 شـعبان 1432 / 28 تموز، جولاي 2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry