حِمصُ العدِّيـة
عاصمةُ الثورة
ارفعْ رأسَـكَ فأنتَ في حِمصَ
واخلعْ نعليكَ فأينما ذهبتَ فشُـهداءُ ومُقدَّسـاتْ
اختارها القدرُ مرقداً لابنِ الوليدْ
واختارها أهلُها عاصمةً لثورةِ الثوراتْ
أتاها السَـفاحونَ بالعتادِ والعتيدْ
فأتتهمْ تدافعُ عنِ الأمَّـةِ بالتَحدي والتَضحياتْ
فهذا بابُ عمروٍ يشـمَخُ بعزيمةٍ كالحديدْ
أدهَشَ الدنيا شَـجاعةً وبُطولاتْ
وبابُ السِـباعِ برجالٍ ذوي بأسٍ شَـديدْ
لايُخيفُهمْ بشَـرٌ ولاتُرهِبُهمْ دباباتْ
وبابُ الدُريبِ أعلَنَ عَنِ الحُريةِ لنْ يَحيدْ
وأنَّ الكرامةَ ليسَـتْ قابلةً للمُفاوضاتْ
وفدى حيُ الوعرِ الثورةَ بحبلِ الوريدْ
وأقسَـمَ لأَنْ يُسـقِطَ عِصابةَ العِصاباتْ
وأعلَتِ الانشـاءاتُ رايَـةَ المجدِ مِنْ جديدْ
لنْ تخدَعَها وعودٌ ولنْ تَثنيَها تَهديداتْ
والخالديةُ تعرفُ أنَّ النصرَ ماعادَ بالبعيدْ
فدفعَتْ بالآلافِ إلى الشَـوارعِ والسـاحاتْ
والعاصي عصى الأوامرَ وقالَ لسـنا بالعبيدْ
وكسَـرَ عصا الطاعةِ على رأسِ الطُغـاةْ
مدينةٌ كلُ واحدٍ فيها للثورةِ يُجيدْ
ويهتفُ "يسـقطِ الظُلاّمُ والبُغـاةْ"
لاعجبَ تقفُ اليومَ تغيرُ الحاضرَ الصديدْ
فهيَ منْ كتبتْ في الأمسِ التاريخَ والحضاراتْ
***
ياحِمصُ اعذُريني فليسَ عِندي
حينَ أذكُرُكِ سِـوى القوافي والكَلِماتْ
وقَلبٍ ينزِفُ قانِيَـةَ الدِمـاءِ
وعيـنٍ تَذرِفُ وافِـرَ الدمْعـاتْ
سَـكنتُ في رُبوعِكِ بعضاً مِـنَ الزمَـنِ
وفي حيِّ الوَعـرِ تركتُ قِصَصاً وذِكرياتْ
وتركتُ عندَكِ أصحاباً لاأعرفُ ماحَـلَّ بِهِمْ
تركتُكِ برعايةِ الخالقِ يحميكِ مِن غَدرِ النائِباتْ
***
شـعر: طريف يوسـف آغا
كاتب وشـاعر عربي سـوري مغترب
هيوسـتن / تكسـاس
جمعة (أن تنصروا الله ينصركم) 12 صفر 1433 / 6 كانون الثاني، جانيوري 2012