في رثاء الطفلة فاطمة المغلاج

قامت طائرات النظام السوري (قاتل شعبه) يوم الأحد الماضي 16 ايلول، سيبتمبر 2012، بقصف قرية كفر عويد في محافظة ادلب بالبراميل شديدة الانفجار، فكان أن سقط العديد من المدنيين الشهداء ومنهم عائلة المغلاج والطفلة فاطمة ذات الأربع سنوات التي عثر على جثمانها بلا رأس.

في رِثاءِ الطفلة فاطِمة المِغلاج

لم يعد في العالم رؤوس

ضَحَّتْ فاطِمةُ برأسِـها

كيْ يرفعَ السوريونَ الرؤوسـا

ويخرجوا مِنْ عقودِ الظلامِ التي

شَـربوا فيها الذُلَّ كُؤوسـا

عقودٌ اسـتَأسَـدَتْ فيها الكِلابُ

وجعلتْ لعِبادةِ الحُكّامِ طُقوسـا

وارتكبتْ ما لَمْ تأتِ بهِ الشَـرائِعُ

وما لَمْ يقلهُ محمدُ وعيسى وموسـى

سـوريةُ اليومَ تُعَلِّمُ الآخرينَ دَرسـاً

لمنْ كانَ منهمْ يفهمُ الدُروسـا

مااسـتبدَّ حاكمٌ بالحُكمِ إلا

ووجَبَ أنْ يُدَقَّ للخَطرِ ناقوسـا

وماحكمَتْ أقلّيَةٌ شَـعباً إلا

وانتهى الشَـعبُ بالأقدامِ مَدعوسـا

رحلتْ فاطِمةُ بيدِ نظامٍ هَمَجي

لايعرفُ إلا كيفَ يَسـتعمِلُ الفُؤوسـا

رحلتْ وتركتْ ورائَها شَـعباً

يدفعُ فاتورةَ الحُريةِ نُفوسـا

لاتحزني فقاتلُكِ ليسَ سـورياً

قاتِلُكِ إنَّما يُشـبهُ المجوسـا

وتقِفُ معهُ قِوى الشَـرِّ مُتَّحِدة

الشَـرُ اليومَ يشـبه الفُرسَ والروسـا

زفّوكِ يافاطمةُ وأنتِ طفلةٌ

هاهيَ الجنةُ تسـتقبِلُ عروسـا

سَـيبقى رأسُـكِ قمراً ينيرُ الدربَ

وسَـتبقى ذِكراكِ في القلبِ مَحروسَـة

***

نثر شعري

طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سوري مغترب

عضو رابطة كتاب الثورة السورية

هيوسـتن / تكسـاس

بعد خمسة أيام من استشهاد الطفلة فاطمة المغلاج في ريف إدلب

جمعة (أحباب رسول الله يذبحون) 5 ذي القعدة 1433 / 21 ايلول، سيبتمبر 2012