رحلت يامعلم وتركت خلفك إسطورة

رَحَلتَ يامُعَلِمْ وتَرَكتَ خَلفَكَ إسطورة

في تأبين وليد المعلم (16 تشرين الثاني 2020)

بقلم طريف يوسف آغا

رَحَلتَ يامُعَلِمْ وتَرَكتَ خَلفَكَ إسطورَة

ماعَرِفَتْ سوريَة كَمِثلِكَ يَشـهَدُ زورا

أمضَيتَ حَيـاتَكَ تَنبَـحُ بالكَـذِبِ

حَتى أصبَحتَ بالكَـذِبِ مَشـهورا

رَحيلُ الأشـرافِ يُحـزِنُ القُلـوبَ

ورَحيلُ أمثـالِكَ يُفـرِحُ الجُمهـورَ

كانَ لَكَ كِرشـاً سَـيَبقى عَلامَـةً

بَلَعتَ أوربا ماتَرَكتَ مِنها هَرهـورَة

مارآكَ أحَـدٌ إلا وظَنَّـكَ صَهريجـاً

أو رُبَّمـا ظَنّكَ قاطِـرَةً ومَقطـورَة

مَهما نَظَرتُ لاأرى عَلاقتُكَ بالدِبْلوماسيَةِ

ولكِنْ أراها عَلاقَتُكَ بالدِبَبِ مَنظورَة

حَرَثوا عَليكَ كَما يَحرُثونَ على الثَورِ

كُنتَ لَهُمْ ثَوراً رَخيصـاً مَأجـورا

ولَطالَما نَشَّفتَ ريقَ الناسِ فَما شاهَدَ

أحَدٌ صورَتَكَ إلا وبَصَقَ على الصورَة

ولاتَحـزَنْ إذا أيضـاً بـالَ عَلَيهـا

فَكُلُّ أفعالِ السوريينَ بِكُمُ اليَومَ مَعذورَة

ولاأُكذِبْكَ أنّكَ أيضاً كُنتَ مَسـخَرَةً

كُنتَ مَوضوعَ تَنَدُرٍ وكُنتَ طَرطـورا

وإذا تَحَدَّثَ الخُـبراءُ عَنـكَ لَقالـوا

كُبيرُ الحَجمِ وبالمقامِ تُساوي صَرصورا

أنتَ ووُزَرائُكَ أكَلتُمُ الأخضَرَ واليابِسَ

كأسـرابِ الجَرادِ جَعَلتُمُ البَلَدَ بـورا

أمثالُك لايَستَحِقونَ وزاراتٍ ومَناصِبَ

كانَ كَثيرٌ عَلَيكَ أنْ يُسكِنوكَ مَجرورا

أمثالُكَ لايَستَحِقونَ سَياراتٍ ومَواكِبَ

كثيرٌ عَلَيكَ أنْ تَكونَ بالكِلابِ مَجرورا

وقَفتَ دائِمـاً في صَـفِّ الجَـلادينَ

دافَعتَ دائِمـاً عَمَّـنْ يُمارِسُ الجـورَ

لاعَجَبَ بَلَدٌ وزَرائُـهُ مِـنْ أمثـالِكَ

بَلَـدٌ سَـيَبقى أبَدَ الدَهـرِ مَقهـورا

رَحَلتَ وتَرَكتَ خَلفَكَ ذِكرى نَتِنَـة

سَـتَبقى مَهما رَشّـوا عَليها عُطـورا

***

نثرية (يسمح بنشرها دون إذن مسبق)

طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر أمريكي سوري مغترب

الثلاثاء 17 تشرين الثاني، نوفمبر 2020

هيوسـتن / تكسـاس