العودة إلى خمرية اللون والطعم

العَودة إلى خَمرِيَةِ اللّونِ والطَعمِ

بقلم طريف يوسف آغا

لَو يَعودُ الزّمانُ إلى الماضي وأيامِه

ولَو يَعودُ الفؤادُ إلى الحُبِّ وأنغامِه

لَعُدتُ إلى خَمرِيَةِ اللّونِ والطَعمِ

أعزِفُ لها على أوتارِ الهوى ...

أروَعَ ألحانِه

***

لَو يَعودُ العُمرُ إلى الصِبا وأحلامِه

ولَو يَعودُ الشِعرُ إلى أصابِعي بِبَيانِه

لَخَلَعتُ مَجنونَ لَيلى عَن عَرشِه

وعُدتُ لأكتُبَ لها قَصائِدَ العِشقِ ...

حَتّى تَذوبَ تَحتَ أقلاِمه

***

لَو يَعودُ الليلُ إلى الشَيبِ بِسوادِه

ولَو يَعودُ النَهارُ إلى الوَجهِ بأنوارِه

لَعُدتُ لأشبُكَ يَدَها الخَمرِيَةَ

فنَعودُ إلى مَقاعِدِ الحُبِّ ...

لِنُذاكِرَ مانَسينا مِنْ أسرارِه

***

لَو يَعودُ الدَهرُ يُطالِبُني بِكُلِّ ماأعطانِه

لَفاوَضتُهُ عَلى عَينَيها وليأخُذْ كُلَّ أموالِه

لَو يَفعلْ، لَعُدتُ مَعَها إلى قَهوةِ الهوى

نَرتَشِفُ مَعاً ذِكرياتِ الأمسِ ...

ونَسخَرُ مِنَ الدَهرِ ومالِه

***

لَو يَعودُ الرَبيعُ إلى النَفسِ بأزهارِه

ولَو يَعودُ عَبيرُهُ لِيَغمُرَ قِصَصَ الشَوقِ كَسابِقِ أوانِه

لَدَعَوتُ نَفسي مِنْ جَديدٍ إلى فِراشِها

أثـمَلُ مِنْ عِطرِ جَسَدِها عِندَما تَغفو ...

وعِندَما تَصحو ... أثـمَلُ مِنْ طَعمِ ثِمارِه

***

لَو يَعودُ السِحرُ إلى الأنامِلِ بِلَمساتِه

ولَو يَعودُ إلى الشِفاهِ بِسابِقِ مُعجِزاتِه

لأمَرتُها مِنْ جَديدٍ إلى فِراشي

أمارِسُ عَلى جَسَدِها فُنونَ السِحرِ ...

وأتركُ عَليهِ عَميقَ بَصَماتِه

***

لَو يَرحَلُ الهمُّ مِنْ حياتِنا بِجِبالِه

ولَو يَعودُ الوَقتُ مُتَوفِراً تَوَفُرَ الماءِ في بِحارِه

لَترَكتُ الدُنيا وصُرتُ رَحّالاً

النَومُ في بُستانِ نَهدَيها ...

والتِرحالُ إلى حُقولِ جيرانِه

***

لَو يَعودُ الجَسَدُ إلى سابِقِ عُنفُوانِه

ولَو يَعودُ مَركَبُ القَلبِ مُتَلَهِّفاً للابحارِ إلى أوطانِه

لأبحَرتُ مِنْ جَديدٍ إلى مَوطِنِها

لأغرَقَ في مَساماتِ جَسَدِها تارَةً ...

وتارَةً لأطفو عَلى رِمالِ شُطئانِه

***

لَو يَعودُ الشَبابُ لِيَغزو القَلبَ بِسُلطانِه

ولَو تَعودُ حَرارَةُ الدَمِ في العُروقِ إلى دَرَجَةِ غَليانِه

لأعلَنتُ عَليها زَحفاً لانِهايَةَ لَهُ

فأغزو جَسَدَها لِلمَرَّةِ الألفْ ...

وأكويهِ بالوَجدِ ونيرانِه

***

لَو تَعودُ الأيامُ إلى لِقائيَ بِأَولِ فَتاةٍ وذِكرَياتِه

ولَو يَعودُ كُلُّ جَسَدٍ لَمَستُهُ يَمنَحُني صَكَّ امتِلاكِه

لَمزَّقتُ كُلَّ صُكوكِ المِلكِيَةِ

وأغلَقتُ عَلى نَفسي سِجنَ جَسَدِها ...

فأعيشُ حَياتي خَلفَ أسوارِه

***

لَو يَعودُ قَلبي إلى الشامِ حَيثُ اشتُهِرَ بأدوارِه

ولَو يَعودُ إلى حاراتِها التي شَهِدَتْ بَواكيرَ أعمالِه

لَعادَ إلى مَواقِعِ خَمرِيَةِ اللّونِ والطَعمِ

يَبحَثُ فيها عَنْ بَقايا أشياءٍ فَعَلاها ...

ماكانَتْ لِتَخطُرَ على بالِها ولا على بالِه

***

نثرية يسمح بمشاركتها دون إذن مسبق

تموز، جولاي 2004

ألقيت لأول مرة في أمسية (سهرة غزل مع عيد الحب)

النادي السوري الأمريكي

الأحد 16 شباط، فيبروري 2020

هيوستن، تكساس