هُـمْ

هُـمْ

هُـمْ مَنْ خِطاباتُهمْ تُوصَفُ بالخالدة

وليسَ واحدُهمْ على تركيبِ جُملةٍ مُفيدةٍ بقادِرْ

هُـمْ مَنْ زياراتُهمْ تُصنَفُ بالتاريخيةِ والباهرة

ولو تكلمَ التاريخُ لصنفَ كلَ واحدٍ منهمْ بالعاهِرْ

هُـمْ مَنْ تَتَحَوَّلُ ضروحُهمْ إلى مزاراتٍ مُقدَّسة

سَتُنبَشُ في يومٍ وتُحَوَّلُ إلى مَطاهِرْ

هُـمْ مَنْ ينامونَ على ريشِ نعامٍ وحَرائِرْ

وسوادُ الشعبِ ينامُ على المَجامِرْ

هُـمْ مَنْ لا ينطقونَ إلا بالقُمامةِ

ويعتقدونَ أنَّ كلماتِهمْ مِنْ أنواعِ الجواهِرْ

اقتنعوا بأنهمْ مِمَنْ لاينطقونَ عنِ الهوى

ولكنْ بينَ كلامِهِمْ و(أكلِ الهوا) شَبَهٌ ظاهِرْ

هُـمْ مَنْ يظنونَ أنفسَهُمْ سادةً والشعبَ عبيداً

نسوا أنَّ الشعبَ في النِهايَةِ هوَ القاهِرْ

هُـمْ مَنْ طالما نسبوا لأنفسِهِمْ المقاومةَ والبطولة

وما انقطعتْ تقطرُ مِنْ أصابعهِمْ دماءُ المَجازِرْ

هُـمُ الذينَ طالما رَحَّلوا الشعبَ إلى السُجونِ

وهاهوَ الشعبُ اليومَ يُرحِّلُهُمْ على الطنابِرْ

هُـمُ الذينَ قالوا أنهمْ سَيحكُمونَ إلى الأبدِ

وكلُ واحدٍ منهمْ نراهُ اليَومَ طائِرْ

هُـمُ الذينَ نكَّـلوا بالشعبِ وحينَ أتى دورُهُمْ

قالوا كلُ العالمِ عليهِمْ مُتآمِرْ

اتهَموا العالمَ بالتآمُرِ عليهمْ فباتَ واحدُهُمْ

بمَصيرِ شعبهِ ومَصيرِ العالمِ يُقامِرْ

نكَّـلوا بالشعبِ لِعقودٍ ولايعرفونَ

لماذا الشعبُ اليومَ عليهِمْ ثائِرْ؟

هُـمْ مَنْ كرَّهوا الشعبَ بالوطنِ فصارَ

نِصفُ الشعبِ مُطارداً ونِصفُهُ مُهاجِرْ

هُـمْ مَنْ جعلوا مِنَ التهريبِ مهنةً لهُمْ

انحطّوا بأنفسِهِمْ حتى لمُستوى السَجائِرْ

هُـمْ مَـنْ سرقوا وهرَّبوا وارتشوا وأثروا

فصارَ الفسادُ شيئاً جميعُهمْ بهِ يُجاهِرْ

هُـمْ مَنْ جعلوا سفكَ الدماءِ بطولة

حتى صارَ واحدُهُمْ بعددِ ضحاياهُ يُفاخِرْ

هُـمْ مَنْ استعانوا على الشعبِ بالحُثالة

مِـنْ بَلاطِجَةٍ وشَبّيحَةٍ ومرتزقَةٍ أجانبَ وعواهِرْ

هُـمْ وحدهُمْ حينَ يتحدثونَ عنْ قتلِ الأطفالِ

يبقى التهريجُ على وجوهِهِمْ حاضِرْ

هُـمُ الذينَ حوَّلوا المَدارِسَ والمَلاعِبَ

إلى سُجونٍ ومُعتقلاتٍ ومَخافِرْ

هُـمُ الذينَ أذلّوا الشعبَ حتى انفجرَ

مَنْ يُواجِهِ البُركانَ لاشَكَّ بِحياتِهِ يُغامِرْ

هُـمُ الذينَ قطَّعوا أوصالَ الشعبِ

آنَ الآوانُ ليتذوقوا نفسَ المصائِرْ

هُـمُ الذينَ طالما تبَجَّحوا بالمُنجزاتِ

وهيَ التي تحتاجُ رؤيَتُها للمَجاهِرْ

حكامٌ لمْ نرَ لهمْ في يومٍ غيوماً

فكيفَ يدَّعونَ بأنَّ عَهدَهُمْ كانَ ماطِرْ؟

لنْ يشفعَ لِحاكمٍ بعدَ اليومِ لادينٌ ولاحِزبٌ

ولنْ تشفعَ لهُ أقوالُهُ ولكنْ فِعلُهُ الظاهِرْ

كذبَ الحكامُ وإنْ صدقوا، ومامرَّةً صَدقوا

لاطرقٌ سالكةٌ بينَ شعبِنا وحُكّامِنا، ولامَعابِرْ

***

شعر: طريف يوسف آغا

هيوستن / تكساس

جمعة (الزحف إلى ساحات الحرية) 5 صفر 1433 / 30 كانون الأول، ديسيمبر2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry