مشايخ السلطان: صورة تذكارية

كان آخر ماتفتق عنه ذهن النظام السوري ليخدع شعبه والعالم هو عقد مادعاه بمؤتمر علماء بلاد الشام لنصرة القدس. وهذا ليس بجديد عليه، فهو كان دائماً وكلما شعر بضيق، لايجد أفضل من قميص فلسطين ليلبسه وراية فلسطين ليلوح بها. وقد لفتت نظري هذه الصورة التي أخذت على هامش المؤتمر المذكور والتي قالت لي الكثير وشاهدت فيها الكثير، فلم أتمكن من أن أدعها تمر بصمت دون أن أقول فيها شيئاً، فأتت هذه القصيدة.

مشـايخُ السُـلطانْ

صورة تذكارية

يعرضُ المشـايخُ للبيعِ عَمائِمَهمْ

حينَ يَصلُ الزمـانُ إلى آخرِ الزمـانْ

العَمائِمُ البيضاءُ بلونِ أكفانِ ضمائِرهِمْ

لايقفُ وقفتَهمْ إلا مُنافقٌ أو جَبـانْ

والسَـوداءُ بلونِ وجوهِهمْ وقلوبِهمْ

لايفعلُ أفعالَهمْ إلا العبيدُ الأقيـانْ

والحمراءُ بلونِ الدمِ الذي حلَّلوهُ لأسـيادِهمْ

فَتاواهُمْ سَـتوضعُ يوماً في الميـزانْ

فَليبشِـروا فهُناكَ منْ يشـتري بضائِعَهمْ

ومَنْ يَشـتري العَمائِمَ سِـوى السُـلطانْ؟

يَشـتريها ويَشـتريهمْ معها بسِـعرِ الجُملَةِ

وأسَـفا على العَمائِمِ التي تُباعُ على القبّـانْ

سـاقوهمْ بالعَصا كما في سـوقِ الخِرافِ

وجمعوهمْ حولَ الراعي كما تُجمَعُ القطعـانْ

لاتدلُ على الحياةِ فيهمْ إلا كروشَـهمْ

فليتذكروا أنَّ كُلَّ مَنْ عليها فـانْ

هلْ حقاً هو سـجادٌ مايقفونَ عليه؟

فالدماءُ أيضاً لها نفسُ الألـوانْ

وهلْ حقاً لايعنيهمْ مايجري في الوطنِ؟

كأنَّهمْ عُميٌ وكأنَ أفئدتَهمْ مِنْ صَـوانْ

أليسـوا مَنْ يُنادونَ ويأمُرونَ بالمعروفِ؟

لماذا لاأرى معروفاً بالوقوفِ معَ الشَـيطان؟

ألا يؤمنونَ بأنَ أفضلَ الجِهادِ كلِمةُ حقٍ؟

ومتى كانَ الحقُ معَ فِرعـونَ وهامـانْ؟

إذا كانَ دينُهمْ قد هانَ عليهمْ

فلا عجبَ شَـعبهمْ عليهمْ قد هـانْ

وإذا كانَ الظالِمُ يَسـتعينُ بهمْ على الناسِ

فالناسُ لهمْ الله وعليهِ المُسـتعانْ

سَـتبقى هذهِ الصورةُ وصمةَ عارٍ لهمْ

سَـقطتِ الأقنعةُ وماتخفيهِ الصدورُ قد بـانْ

رُبما كانتْ لهمْ هيئةُ أشـرافِ الإنسِ

ولكنْ أشـرفُ منهمْ حُثالةُ الجـانْ

سَـيُحشَـرونَ معَ قائدهمْ يومَ الحِسـابِ

ومعهمْ مَنْ شَـبَّحَ ومَنْ خـانْ

هنيئاً لهمْ بهِ وهنيئاً لهُ بهمْ

فالطيورُ على أشـكالها تقعُ في أغلبِ الأحيـانْ

***

شـعر: طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سـوري مغترب

هيوسـتن / تكسـاس

جمعة (سننتصر ويهزم الأسد) 28 جماد الأول 1433 / 20 نيسان، إبريل 2012

http://sites.google.com/site/tarifspoetry