تباً لك أيتها الأوبئة

تباً لك أيتها الأوبِئَةُ

بقلم طريف يوسف آغا

تَبّـاً لَكِ أيَّتُهـا الأوبِئَةُ، تَقتُلينـا

تأخُذي مِنّا أعِـزَّةً، مِنهُمْ تَحرُمينـا

وتَبّـاً لَكِ مِنْ قاتِلَـةٍ متَوَحِشَـةٍ

أمـامَ أعيُنِ أحِبَّتِنا أحياءً تأكُلينـا

مِنْ طاعونِ الماضي إلى كورونـا الحاضِرِ

أوبئةٌ بالضَحايا تُصابحُنا وبالضَحايا تُماسينا

تَبّاً لَكِ لاتَعرِفينَ إلا حَصادَ الأرواحِ

لاأدوِيَةٌ فيكِ تَنفَعُ ولاأدعِيَةٌ مِنكِ تُنجينا

وتَبّاً لَكِ مِنْ مُجرِمَةٍ لايَطالُها القانونُ

الكُلُّ يَخشاكِ وأنتِ تُعمِلينَ الفَتكَ فينا

لاتُفَرِّقي بَينَ كَـبيرٍ وصَغيرٍ ولابَينَ

مَنِ اتّخَذَ أو مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ لَهُ دينا

ماأنتِ إلا حُكمٌ مُؤَجَـلٌ بالاعـدامِ

لاتَرحَمي ضَحاياكِ وإن تَوَسَّلوا ساجِدينا

كَمْ تُشـبِهينَ حُكّامَ بِلادِنا، تُعَذِّبينَ

أجسادَنا حيناً وتُصادِرينَ أرواحَنا حينا

كُلُّ مَن غَيَّبَهُمُ الوَباءُ اليَومَ سَتَبقى

ذِكراهُمُ عِندَ أحِبَتِهِمْ دُموعاً وحَنينا

عَبَروا إلى عالَـمٍ آخَـرَ ومانَحنُ

في رِحلَةِ الحياةِ هذِهِ إلا عابِرينـا

***

نثرية (يسمح بنشرها دون إذن مسبق)

طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سوري مغترب

هيوسـتن / تكسـاس

السبت 28 آذار، مارس 2020

http://sites.google.com/site/tarifspoetry