ياشام إلى متى؟

مازالت الثورة السورية بانتظار العاصمة دمشق، للدخول بملايينها وبكامل ثقلها في أحداث الثورة، ذلك أن المشاركة الحالية لمعظم أحيائها لاتزال خجولة ومحدودة مقارنة مع غيرها من المدن، باستثناء حي الميدان الأبي.

ياشـامُ إلى مَـتى؟

ياشـامُ إلى مَـتى؟

امتلأتِ المقابرُ على طولِ المَـدى

ووصلتِ الدماءُ إلى الرُكَـبْ

وأنتِ كأَننا ننفخُ في مقطوعةِ القُـرَبْ

***

ياشـامُ ياسـاحةَ الوَغـى

مالكِ تصبرينَ على مَـنْ بَـغى؟

ماعِرفناكِ يا أُمَّ المدائِـنِ

إلا سَـيفاً على مَـنْ طَـغى

***

أينَ أحيائُكِ ياعاصِمَـةَ الأموييـنْ؟

أينَ الشـاغورُ أينَ المهاجِريـنْ؟

وماللصالحيةِ لاترى أبطالَ المَيـدانِ؟

وماللقَصاعِ مازالتْ معَ النائميـنْ؟

***

وأينَ أنتمْ يارجالَ ركنِ الدينْ؟

مِـنْ ابنِ النفيـسِ إلى شَـمدينْ؟

ومالنا لانَسـمعُ مِـنَ الحميديَـةِ؟

ومَـتى نراها تموجُ برجالها سـاحَةُ العباسـيينْ؟

***

وأينَ أنتَ ياقاسـيونُ الأشَـمْ؟

الوطنُ يغرقُ في بحرٍ مِـنَ الـدَمْ

لمْ يذكُركَ التاريخُ إلا شـامِخاً

سَـمِعَ اسـتغاثةَ الوطَـنِ حتى الأصَّمْ!

***

ياشـامُ إصحي، فالثورةُ بلغتْ ضواحيكِ

دومـا وجوبَرْ ودارَيا تُناديكِ

القابونُ وبرزةْ أثخنَتهُما الجِـراحُ

والمعَضَّميةُ تُناشِـدُ الشَـهامَةَ فيكِ

***

وياشـامُ هذي حمصُ ذبيحَـةْ

ومعها حمـاةُ وادلبْ ودرعـا وأريحـا

وأنتِ تجلسـينَ معَ المتفرجينْ

تقدمي واركلي عِصابةَ الوجوهِ القبيحـةْ

***

ياشـامُ يارَمـزَ الفِـدا

كمْ قهرتِ الغُـزاةَ وتحديتِ الردى

أنتِ على روابي مَيسَـلونَ

كُنتِ شَـوكةً في حلقِ العِـدا

***

ياشـامُ سـوريةَ اليومَ منكوبَـةْ

الآمالُ عليكِ وعلى الشَـهباءِ منصوبَـةْ

وسَـيدفعُ التجارُ ثَمنَ تِجارتِهِـمْ

ومعهمْ مَـنْ جعلَ البلادَ منهوبَـةْ

***

المَـزَّةُ في الأمـسِ أرسَـلتْ رِسـالةْ

تقولُ ثورةَ الشـامِ ليسَـتْ مُحالـةْ

فقط لو تبصقْ ملايينُها على النِظـامِ

لأغرقتْـهُ وأغرقَتْ معَـهُ كُـلَّ الحُثالـةْ

***

شـعر: طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سـوري مغترب

هيوسـتن / تكسـاس

جمعة (الوفاء للانتفاضة الكردية) 16 ربيع الثاني 1433 / 9 آذار، مارس 2012

http://sites.google.com/site/tarifspoetry