أتينا إلى الحياة بلا بطاقة دعوة

أتينا إلى الحياة بلا بطاقة دعوة

بقلم طريف يوسف آغا

أتَينا إلى الحياةِ بلا بِطاقَـةِ دَعـوَة

ولنْ يَكونَ لَنا بالمغـادَرَةِ دَعـوَة

لَمْ نُوَقّع على شَـهادَةِ ميلادِنا ولَنْ

نُستَشـارُ مَتى تُطبَعُ لَنـا النَعـوَة

لانَعرِفُ لماذا أتينـا ولماذا نَرحَـلْ

ولانَفهَمُ لماذا الكُلُّ لِلحَيـاةِ يَهوى

وكَأنَّ حُبَّها هكَذا وَجَدنا آبائَنـا

أو كَأنَّهُ مَرَضٌ يَنتَقِلُ بالعَـدوى

لاأرى فَرقـاً في حُبِّهـا مابَينَنا

نَحنُ بَنو البَشَـرِ وبَنو الحَـدوَة

هذا يَنفُشُ ريشَـهُ كالطّاووسِ

وهذا بالمالِ والبَنينِ يَتباهى زَهـوا

كُلُّ إنسـانٍ يَتَّخَذُ رَبّـاً يَعبُدُهُ

والكُلُّ في الواقِـعِ يَعبُدُ الثَـروَة

الكُلُّ يُريدُ الخِلفَـةَ ثُمَّ يَشـتَكي

لاأحَدٌ يُفَرِّقُ مابينَ الحُبِّ والشَهوَة

فاذا تَغاضَينا عَنِ التَفاصيلِ وَجَدنا

حَياتَنا وكَأنَّها خَطأٌ سَقَطَ سَـهوا

وإذا عُدنا مِنَ النِهايَةِ إلى البِدايَـةِ

لَوَجَدناها تَشتَغِلُ بِنا عَبَثاً ولَهـوا

لَوَجَدنا أنَّنا زُوّارٌ لأجَلٍ مُسَـمّى

ولَوَجَدنا كُلَّ مافَعَلناهُ بِلا جَدوى

كَمْ تُشـبِهُ الحياةُ تَدخينَ سـيكارَةٍ

أو بِزِيارَةٍ قَصيرَةٍ عَلى فِنجانِ قَهـوَة

قَبلَ قَليلٍ عامٌ غَيَّبَ عامـاً ولانعرفُ

مالذي الجَديدُ يحمِلهُ مِنْ بَلوى

***

نثرية يسمح بنشرها دون إذن مسبق

بقلم طريف يوسف آغا

كاتب وشاعر أمريكي سوري

هيوستن، تكساس

السبت 2 كانون الثاني، جانيوري 2021