عبدة الأصنام وعبدة الحكام

عبدةُ الأصنامِ وعبدةُ الحُـكامِ

كلُ يومٍ سيسقطُ أحدهمْ

كانَ قومي في الماضي يعبدونَ الأصنامَ

أصنامهمْ في الماضي كانتْ منْ حجَـرْ

ومازالَ بعضُ قومي على حالهمْ ولكنْ

لأصنامهمُ اليومَ قلوبٌ أقسـى منَ الحجَـرْ

كانَ عندهمْ صنمٌ يُدعى هُـبَـلْ

وما أكثرَ الهُـبْـلَ اليومَ بينَ البَشَـرْ

أصنامُ الماضي كانتْ لاتضرُ ولاتنفعُ ولكنْ

أصنامُ اليومَ يتطايرُ منْ أعينها الشَـرُ كالشَـرَرْ

همْ كالأشـجارِ التي تأوي إليها الأفاعي

ولكنْ لايَجني الناسُ منها أيَ ثَمَـرْ

يسـجدونَ لهمْ كالعبيدِ ويتبعونهمْ كالماشِـية

مبروكٌ لمنْ يرضى بالعيشِ كقطعانِ البقَـرْ

مبروكٌ لمنْ يَجدُ في القُمامةِ عِطراً

وللتمسُـحِ بها إلى الأبدِ نفسَـهُ نَـذَرْ

مبروكٌ لمنْ يصفقُ لسَـفاحٍ

طالما تفاخرَ بالمجازرِ وللسـوءِ ضَمَـرْ

ومبروكٌ لمنْ لايرى ضوءَ النهارِ ولكنْ

يرى في وجهِ الثُعبـانِ وجـهَ القمَـرْ

منْ يرى في السَـفاحِ قائِـداً مُلهَماً

لاشَـكَ يُعاني منْ قِصَرِ النظَـرْ

ومنْ لايرى في الحريةِ سَـبباً للثورة

فهنيئاً لهُ العيشَ تحتِ جزماتِ الخَفَـرْ

عبدةُ الأصنامِ وعبدةُ الحكامِ وجهانِ لعملةٍ واحدة

كلُ وجهٍ فيها لماءِ وجههِ هَـدَرْ

للمُسـتفيدينَ منَ الأصنامِ والحكامِ دوافعهمْ

أما الباقي فالغباءُ لهمْ قـدْ طمَـرْ

وكانوا في الماضي أيضاً يوقدونَ المولوداتِ

كانوا يخشَـونَ العارَ ويخشَـونَ الطفَـرْ

ولكنَ عبدةَ الأصنامِ اليومَ همْ وأصنامهمْ

يزجّـونَ بكلِ الناسِ في الحُفَـرْ

معَ أنهمْ أثرى أثرياءِ الدنيـا ولكنْ

مازالَ لهمْ في جمعِ الثرواتِ وَطَـرْ

لنْ يرضى الشَـعبُ عنِ الحريةِ بديلاً

وباسـقاطِ منْ لهُ لأجيالٍ نهبَ وقَهَـرْ

لنْ يرضى أنْ يصومَ عقوداً ليُقالَ بأنهُ

بعدَ ذلكَ على البصلِ قـد فَطَـرْ

لنْ يرضى بأقلِ منْ إزالةِ الأصنامِ

وأيضاً عبيدها ممنْ سَـجدَ لها ونَصَـرْ

"لاتشـتري العبدَ إلا والعصا معهُ"

جاهرَ بها المتنبي وصدقَ فيما جَهَـرْ

ومنْ قبلهِ قالَ عنترةُ "العبيدُ لاتكِـرُّ"

فحينَ أصبحَ حُراً رمى وانتصَـرْ

وقالَ شَـوقي "للحريةِ الحمراءِ بابٌ يُدَقُّ"

بابٌ لايدخلهُ عبدٌ مهما خلفَـهُ انتظَـرْ

ووصفهمْ نزارُ "بالراكعينَ " للحاكمِ "والسـاجدينْ"

كانَ نزارٌ بحقٍ شـاعراً عميقَ النظَـرْ

***

شـعر: طريف يوسـف آغا

هيوسـتن / تكساس

جمعة (أحرار الجيش) 16 ذي القعدة 1432 / 14 تشرين الأول، أوكتوبر2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry