تعالوا نتذكر نعيم اليافي

كتبت ُ هذه القصيدة إحياء ً لذكرى الدكتور نعيم اليافي (1936-2003) الذي توفي في حلب

بعد صراع مع المرض. كان من رواد النقد العربي، وله دراسات في الشعر

والقصة والحداثة والتاريخ والمرأة. حصل على درجة الدكتوراة من جامعة القاهرة ولندن

وتنقل في التدريس بين جامعات حلب ودمشق والجزائر والكويت. حكـَّم في العديد

من المسابقات الشعرية العربية حتى عام 2000، كما شغل منصب رئيس فرع اتحاد الكتاب

العرب في حلب (1991-1994) وعمل في هيئة تحرير مجلة الموقف الأدبي

وغيرها

كان يحب التواصل مع الناس عن طريق المنابر الثقافية ليشرح رأيه بالنقد والأدب والثقافة

والفكر والمجتمع. اهتم كثيرا بالمؤسسة الجامعية وهمومها وركز على علوم المفاهيم

والمصطلحات والمناهج، كماعـُرف بالجدية والمهنية العاليتين وعدم التفريط بالمبادئ.

عرفته في بداية السبعينيات خلال ظروف كانت صعبة عليه، حيث كان قد تم نقله حينها من

وظيفته كأستاذ في جامعة حلب إلى ثانوية ابن خلدون في دمشق مدرسا لمادة اللغة

العربية حيث درَّسنا في الصفين الحادي عشر والثاني عشر

رحمه الله

تعالوا نتـذكـر نعـيم اليافي

حمصي المولد والنشأة ، حلبي الإقامة والمسكن ، دمشقي العمل والهوى

(1936-2003)

أهـلـُك َ دعـوك َ نعـيما ً

وحـُسـادُك َ أهـلـَكـَهُم ُ الحـَسَـد ُ

أنت لرفعـة ِ العِـلم ِ وجَّـهت َ مَـقاصِدِك َ

وهُـم للنـَيل ِ منك َ قـد ْ قـصَدوا

الناس ُ معادن ٌ فإن ْ أ ُقصِي َّ الذهَـب ُ

تغاوى التنك ُ ومَعَـه ُ مـن حَـقـَدوا

لك َ انحـنت ِ الآداب ُ وانحنى الأدَب ُ

والضمائر ُ إن ْ فـُـقِـدَت ْ، فأنت َ وأمثالك َ فـُـقِـدوا

لك َ دانت ْ علوم ٌ برُمَـتِها

فكـنت َ لها السَـيد ُ والسَـنـَد ُ

الأخلاق ُ في يدك َ وضعت ْ أياديها

وتربى عندك َ الحِـلم ُ والرَشـَد

مدينة ُ المَيماس ِ أزهـَـرت َ في مدارسـها

والشهباء ُ أهـلها مِـن علومِـك َ حصَدوا

ولما أتيت َ إلى الفـيحاء ِ مجروحا ً

أتاك َ مِـنها الو ِد ُ والوَرد ُ

كـنت َ لمَدرَسَـتِنا منارة َ علم ٍ

فكـنت َ للمُعـلِمين َ عـون ٌ ولِلطـُلاب ِ مَـدَد ُ

عَـرفـناك َ فـما عَـرفـنا فـيك َ

إلا خِـصال َ مَـن ْ جَـدّوا

لم ْ تبق َ طويلا ً ولكـن ْ كـثير ٌ

بفضلك َ العَـلياء َ قـد وجَـدوا

وشـوقي حـين َ قـام َ للمُعَـلم ِ

كـان َ أمثالـُك َ إلى خـيالِه ِ قـد ْ وَرَدوا

لم ْ تـُرزق ْ ثروة ً ولكـن ْ أ ُغنيت َ عِـلما ً

وثروة ُ العِـلم ِ لاينالها مَـن ْ قـعَـدوا

ووجَـدناك َ بالتعليم ِ لاتـبخـَل ُ

كـان َ بينك َ وبين َ التعـليم ِ وجـد ُ

حَجَـزت َ لنفسك َ بين َ العـُلماء ِ مَرتبة

لااخـتِلاف َ عـليها وعـليها يَـلمَع ُ المَجـد ُ

***

شعر: طريف يوسف آغا

هيوستن / تكساس

ذي الحجة1431 / تشرين الثاني 2010