تم إلقاء هذه القصيدة أمام جمهور حي في قاعة المركز الثقافي العربي الأمريكي في هيوستن إلى جانب مجموعة من القصائد عن ثورات تونس، مصر، اليمن، ليبيا وسـورية. وذلك يوم الأحد 18 ايلول، سيبتمبر 2011 تكريماً لشهداء الثورات العربية.
وَطنٌ يُبعثُ مِنْ جَديد
حين تنهض فلسطين من مرقدها
قبلَ مئاتِ السنينْ كانَ أشرافُ قومي
بِلا ذنبٍ يُوقدونَ المَولوداتْ
وقبلَ عشراتِ السنينْ اتفقَ أشرافُ قومي
معَ العالمِ على وقدِ شعبٍ وبلداتْ
وقَدوا يافا وحيفا وبئرَ السبعِ
ومعها آلافَ الفلسطينيينَ والفلسطينياتْ
بعضُهمْ قبضَ وبعضهمْ غضَّ الطرفَ
وبعضُهمْ اجتمعَ وفاوضَ ووقعَ الاتفاقياتْ
وقالَ بعضُهمْ العينُ بصيرةٌ واليدُ قصيرةٌ
وقالَ البعضُ سنقاوِمُ، فقاوَموا بالمَسيراتِ والخِطاباتْ
منهمْ منْ جعلها قميصَ عثمانَ
ومنهمْ منْ ترزَّقَ عليها ومنها اقتاتْ
باعوها ودفنوها وتَباكَوا وبَكَوا
ثُمَّ انضموا لأهلِ الكهفِ بعميقِ السُباتْ
ظنوا أنَّ فِلسطينَ التي دفنوها ماتتْ
وأنَّ منْ بقيَ منْ شعبِها صارَ شَتاتْ
ولكنْ هاهيَ فِلسطينُ اليومَ تنهضُ منْ رُقادها
كما أنهضَ المَسيحُ فيها باذنِ اللهِ الرُفاتْ
وها هوَ شعبُها يَرتفعُ عالياً
كما عرجَ النبيُ مِنها إلى سابعِ السَماواتْ
ها هوَ شعبُها يكتبُ قَدرَهُ بيدهِ
لاخَوفٌ ولاترددٌ ولاصَفقاتٌ ولاوِصاياتْ
نَسوا أنَّ الشعبَ الذي دفنوهُ حَيّاً
لهُ في صناعةِ التاريخِ صولاتٌ وجولاتْ
شعبٌ فعلَ مافعلَ تحتَ الاحتلالْ
يومَ يستردُ حُريتَهُ سَيصنعُ المُعجزاتْ
شعبٌ جَعلهُ القدرُ بمُقارَعةِ الغُزاةِ خبيراً
سيعرفُ كيفَ يقهرُ شراذِمَ الدلالينَ والعصاباتْ
وحينَ يطويهمْ معَ صَفحةِ الماضي
سيعودُ إلى سابقِ عهدهِ صانعاً للحضاراتْ
أمّا حُكامُنا اليومَ فيدفعونَ فاتورةَ أعمالِهمْ
فالأعمالُ بالأفعالِ وليسَ بالأقوالَ والنيّاتْ
فلسطينُ ما ماتتْ في يومٍ ولكنْ تهيأَ لهمْ
وشعبُها لايجاريهِ شعبٌ في بذلِ التضحِياتْ
وهاهيَ يدهُ تخرجُ منَ الأرضِ ترفعُ العلمَ
وتقولُ للدنيا بأنهُ ما فارقَ لحظةً نبضَ الحياةْ
***
شعر: طريف يوسف آغا
هيوستن / تكساس
20 شوال 1432 / 18 ايلول، سيبتمبر 2011
http://sites.google.com/site/tarifspoetry
لآخر 1432/ آذار 2011