من حلب إلى غزة

لاشك أن مايجري اليوم في غزة تفوح منه رائحة السياسة أكثر من المقاومة ويحقق ثلاث غايات في وقت واحد.

فخروج حماس عن المحور السوري-الايراني-الروسي أوجب معاقبتها على يد الشريك السري الرابع في هذا المحور وهو إسرائيل، فقامت منظمات تأتمر بامرة إيران وسوريا باطلاق عدة صواريخ على إسرائيل، لتقوم الأخيرة بالقيام باللازم.

ثم ليس أفضل من معركة كهذه في الظروف الراهنة لصرف الأنظار عما يجري في سورية واعطاء الفرصة لنظام الأسد ليلمع صورته العربية بارتداء قميص المقاومة والممانعة.

وأخيراً فان نتنياهو مقبل على انتخابات قريبة، وليس أفضل وأضمن من الدم الفلسطيني لشراء أصوات الناخبين.

مِنْ حَلَبَ إلى غَزّةْ

مِنْ حَلَبَ إلى غَزّةْ

عَدوٌ واحِدٌ: نَجمَةٌ تَحرُسُـها أفعى

النَجمَةُ بسِـتَةِ رُؤوسٍ

والأفعى بِسَـبعةْ

الأولى تصلبُ الفِلَسـطينيينَ

ودُوَلُ العالمِ لها تَرعى

والثانيةْ بَينَ جُثَثِ الآلافِ

مِنَ السـوريينَ تَسـعى

دُوَلُ العالَمِ عَنْ كِلَيهِما

أغلقتِ البَصَرَ والسَـمْعَ

وُلِدا مَعاً بِوَعدَينِ مَشـؤمَينِ

وكانَ الحِقدُ لَهُما الضَرعَ

عَدُوّانِ في الظاهِرِ

شَـريكانِ في المرعى

كانَ ومازالَ الدمُ شِـعارَهُما

غِلافانِ مُختلِفانِ لنَفسِ الطَبعةْ

لايَعرِفانِ رَحمَةَ ولاانسـانيَةً

ولايَعرِفانِ قانوناً ولاشَـرعا

لايَحصِدُ سِـوى الموتَ

مَنْ يَغرُسِ الألغامَ زَرعا

لاتُهزَمُ ثَورَةٌ رِجالُها مِنْ غزَّةْ

ولاثَورَةٌ أطفالُها مِنْ دَرعا

معاً سَـتُعيدانِ رَسْـمَ الخرائِطِ

وسَـتَقطَعانِ رُؤوسَ الأفعى

***

نثر شعري

طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سوري مغترب

عضو رابطة كتاب الثورة السورية

هيوسـتن / تكسـاس

جمعة (دعم الائتلاف الوطني) 2 محرم 1434 / 16 تشرين الثاني، نوفيمبر 2012

http://sites.google.com/site/tarifspoetry