ثعبان دارفور

وكأن سورية لايكفيها مافيها حتى ترسل لها الجامعة العربية لجنة مراقبين برئاسة من هو متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور في بلده السودان. والأسوأ من ذلك أن الزول، وهي كلمة تعني الشخص أو الزلمة في اللهجة السودانية، يحمل اسم (الدابي) والتي بدورها تعني (الثعبان) في نفس اللهجة، فكأن سورية لاتكفيها ثعابين الشبيحة والمخابرات من الصناعة المحلية لتستوردهم من الخارج!

ثُعبـانْ دارفـورْ

شَـبيحٌ مُسـتَورد

كانْ يامَكانْ في قديمِ الزمـانْ

وسـالِفِ العَصرِ والأوانْ

بعدَ أنْ أُعلِنتْ وفاةُ الجامعةِ العربية

أرسَـلَتْ مِـنْ جهنمَ مُراقِباً يُكنّى الثُعبـانْ

وهوَ مَـنْ لهُ بالغدرِ صولاتٌ وجولاتْ

وجرائِـمُ موثَّـقةٌ تَشـيبُ لها الوِلـدانْ

أرسَـلتهُ ليحمي ليلى مِـنَ الذِئبِ

ويحمي الأطفالَ مِـنَ الضَبعِ الجَبـانْ

تاريخُهُ كلِسـانِهِ، حالكٌ كالليلِ

وهوَ بسَـلامَةِ قدرهِ، يُشـبِهُ الغيـلانْ

قالَ عَـنِ الوضعِ أنَّـهُ مُطَمئِـنٌ حيـنَ

كانَ الدمارُ مِـنْ حولهِ قد رآهُ العِميـانْ

وقالَ عَـنِ الأحوالِ بأنَّـها غيرُ مخيفةٍ حيـنَ

كانتْ أصواتُ المدافعِ قد صمَّتِ الآذانْ

وقالَ عَـنِ الأمورِ أنَّـها عاديةٌ حيـنَ

كانتْ أنهارُ الدمِ قد أغرقتِ المَكـانْ

قالَ وقالَ وقالَ ... ثُمَ انتهى بأنَّـهُ

عَـنِ المُجرياتِ بمُجملِها رضيـانْ

لاتسـتغربوا ماقالهُ الزولْ فانَّ الجرائِـمَ

عندَ أمثالِهِ عاديةٌ في أغلبِ الأحيانْ

قلْ لي يازولْ ماذا فعلتَ في دارفورْ؟

ولماذا أنتَ مَطلوبٌ في بعضِ البُـلدانْ؟

هلْ أنتَ برئٌ حقاً أمْ أنَّـكَ

لاتختلفُ عما عِندنا مِـنَ القِطعـانْ؟

وهلْ كُنتَ في مُخابراتِ بلادِكَ تطعِمُ الحمـامَ؟

أمْ مَسـؤولاً عَـنِ الصَعقِ والجَـلدِ ومنعِ الأمـانْ؟

مِـنْ حقِكَ أنْ لاتقولَ شـيئاً إلا في المحكمة

وإنْ كانتِ الشَـبكةُ قد غصَّتْ بالشُـهودِ العَيـانْ

سَـنرى فيكَ وبلجنتِكَ وجامعتِكَ يوماً

لنْ تنفعكمْ فيهِ لااسـتِغاثاتٌ ولاوَسـاطاتٌ ولاخِـلاّنْ

وسَـيسُـرُنا أنْ نقفَ معَ المتفرجينَ عليكمْ

حينَ يأتي دورُكمْ لاقامَـةِ الأحـزانْ

سَـيسُـرُنا أنْ نقولَ لكمْ الأحوالُ عاديةٌ

وأنَّ عويلكمْ لاوزنَ لهُ في أي ميـزانْ

انتظرنا مِـنَ الجامعةِ كلَ شَـئٍ إلا أنْ

ترسِـلَ صاحبَ سَـوابقٍ مِـنَ العدالةِ هربـانْ

هلْ تصدقونَ ياأصحابَ السوابقِ أنَّـكمْ بناجـونْ؟

سَـتنقلبُ عليكمْ جرائِمُكمْ يَوماً زِفتاً وقِطـرانْ

وماالفرقُ بينكمْ وبينَ النظـامِ إلا

فريقٌ للقتلِ نَهمٌ والآخرُ للدمِ ظمـآنْ

نصيحتي لكمْ أنْ غادروا سـوريةَ اليومْ

قبلَ أنْ تُجرَفونَ معَ غيرِكُمْ بحُمَمِ البُـركانْ

***

شـعر: طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سـوري مغترب

هيوسـتن / تكسـاس

جمعة (أن تنصروا الله ينصركم) 12 صفر 1433 / 6 كانون الثاني، جانيوري 2012

http://sites.google.com/site/tarifspoetry