شـعب الله المخدوع

يرجى الضغط هنا للتعليق على القصيدة

كُتبت هذه القصيدة عام 2005 إثر إستمرار السياسة العدوانية للإحتلال الإسرائيلي إتجاه المواطنين العرب الفلسطينيين في الأراضي المحتلة تحت أنظار وصمت العالمين العربي والإسلامي. وقد أرسلت

ونشرت على موقع قناة تلفزيون الجزيرة الإخباري إبان الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة في كانون أول 2008

شَعبُ اللهِ المَخدوع ْ

خدَعوكَ لما قالوا لكَ

وَطنكَ هوَ ... فلسطينْ

خدَعوكَ لما قالوا إذهبْ

يُباركْ لكَ فيها رَبُ العالمينْ

خدَعَكَ بلفور أيها الشعبُ المختارُ

لمّا وَعَدكَ بأرض ِ المُجاهِدينْ

ولمْ ينصَحكَ مِنْ قبلهِ

مَنْ إختارَ لكَ أرضَ المُقاومينْ

هذهِ أرضٌ ، إنْ كنتَ لاتعلمْ

تشتعِلُ فيها نارُ الحَربِ إلى يوم ِ الدينْ

إسألْ هولاكو وقلبَ الأسدِ وبونابرتْ...

وغيرهِمْ مِمَنْ كانوا بالغزو مَهووسينْ

لمْ يُرسلوكَ إلى هُنا عَطفا ً ولكنْ كرها ً

آنَ الأوانُ لأنْ تعرفَ مَنْ هُمْ حَقا ً لكَ الكارهينْ

هُمْ مَنْ أرسَلوكَ إلى حَتفِكَ وقدْ عَلِموا

جَربوا هَذهِ الأرضَ قبلكَ وَخرجوا مقهورينْ

هَلْ حقا ً تظن أنكَ أذكى منهمْ ؟

هَلْ حقا ً تظن أنكَ أذكى مِنَ البريطانيينْ ؟

لو يَبوحوا لكَ بالحقيقةِ لقالوا

لماذا هُمْ بآلامِكَ غيرُ مَعنيينْ

أرادوكَ رأسَ حَربةٍ لأهدافِهمْ

أرادوكَ كلبَ حراسةٍ لِمَصالِح ِ الغربيينْ

لاتغرَّنكَ الألقابُ ... فلستَ بصديقهمْ ولابشريكهمْ

لستَ لهمْ بأكثر ِ مِنْ خنجر ٍ في خاصِرةِ المسلمينْ

متى ستصْحو مِنْ أحلامِكَ ... ؟

متى ستدركُ أنها أكاذيبُ كاذبينْ ؟

يَدوسوكَ بالأقدام ِ يَومَ ينتهي دَورُكَ

عُدْ إلى رُشدِكَ قبلَ أنْ يمحوكْ غيرَ آسفينْ !

ضَرَبوا عِصْفورَين ِ بحَجر ٍ واحِدٍ

جَعلوا مِنْ عَدوين ِ لهُما ... مُتعادينْ

نُعْمِلُ القتلَ فيكمْ وَتعمِلونَ القتلَ فينا

وَببَيْع ِ السِلاح ِ لكِلينا يكونوا الرابحينْ

لما كلُ هذا القتل ِ لبَعضِنا ؟

ألسنا وأنتم من الساميين ؟

تخلصوا مِنكَ بنا ... وإنتقموا مِنا بكَ

تعالَ نقولُ لهمْ كفى ... فلسنا بمجانينْ !

عِشتَ بيننا قرونا ً... وَكذلكَ بَينهمْ

برَبكَ مَنْ أقامَ على دِمائِكَ القرابينْ ؟

مِنْ مَحاكِم ِ إسبانيا إلى مَحارق ِ ألمانيا ...

وَمِنْ قياصرةِ الروس ِ إلى بَقيةِ السَفاحينْ ...

إصحى أيُها الشعبُ المختارُ ...

فبلادُ العَرَبِ ليسَتْ مُباحة ٌ للمُشتتينْ

أنتَ في جزءٍ مِنْ وطن ٍ أكبرْ ...

وَطن ِ المُختار ِ وَالأمير ِ وَعُرابيْ وَسُلطان ِ الثائرينْ

إصحى فأنتَ في قِطعَة ٍ مِنْ بلادِ الشام ِ

هَكذا كانتْ تعرَفُ يَومَ حَرَّرَها أميرُ المؤمنينْ

كلُ شِبر ٍ مِنه ا رُويَّ بدِماءِ الشهَداءِ

هَذهِ بلادُ اليرموكِ وعين ِ جالوتٍ وَحِطينْ

مِنْ حيث تمشي اليومَ سارَ خالدٌ في الأمْس ِ

وَمِنْ بَعدِهِ سارَ المُظفرُ وَالظاهِرُ وَصَلاحُ الدينْ

لايُغلبُ شَعبٌ يشتري المَوتَ بالحياةِ

لايُغلبُ شَعبٌ تعلمَ في مَدرسةِ أحمدْ ياسينْ

هَلْ حقا ً تصَدقُ قِصَة َ الإرهابِ ؟

أمْ تختلقونَ الكذِبَ وَتصبحونَ لهُ مُصَدِقينْ ؟

إصحى أيُها الشعبُ المَخدوع ُ ...

قبلَ أنْ تندمْ إلى أبدِ الآبدينْ ...

هذا ليسَ وَطنٌ بلا شعبٍ

بَلْ وَطنُ شعبِ الجبارينْ

ألا ترى بَعدُ أينَ رُمِيَّ بكمْ ؟

ألا ترى كمْ أنتمْ عَن ِ الأمان ِ بعيدينْ ؟

هَلْ حقا ً تصدقُ بأنَ

قنابلكمْ الذرية ستجعلكمْ آمنين ؟

ألا ترى بَأنكمْ في كل ِ يَوم ٍ

على مائِدةِ أحَدِ شُهدائِنا مَدعوينْ ؟

هَلْ حقا ً تظنُ بأنَ لِذلِكَ نِهاية ً ؟

لمْ ينتهي عبرَ قرون ٍ... فلِماذا تعيشوا واهمينْ ؟

لاتغرَنكَ قِوَتكَ اليومَ ...

لاتنفعُ القوة ُ أمامَ حَق ٍ وَرائهُ مُطالبينْ

وَلاتغرَنكَ العِصاباتُ التي تحكمُنا وَتهادِنكمْ

سَينتهونَ يَوما ً في مَزابل ِ التاريخ ِ مَنسيينْ

تحاسَبونَ يَومَها أمامَ الشعوب ِ

وَليسَ أمامَ الحاكِمينْ

تحاسَبونَ يَومَها بفواتير ِ

الجنوب ِ وَغزة وَجنينْ

وَصَبرا وَشاتيلا وَقانا

وَكفرْ قاسمْ وَديرْ ياسينْ

***

يرجى الضغط هنا للتعليق على القصيدة

شعر:طريف يوسف آغا

هيوستن / تكساس

كانون أول – ديسيمبر / 2005