يُقالُ أنَّ العَقلَ لِلرِجالِ زينَـة
بقلم طريف يوسف آغا
يُقـالُ أنَّ العَقـلَ لِلرِجـالِ زينَـة
وأنَّهُ مايَجعَلُ واحِدَهُمْ حَكيماً ورَزينا
قُلتُ هَذا كَلامٌ مِنْ ذَهَبٍ فيما
إذا أبقَتِ الجَميلاتِ عُقولاً فينا
فَمَـنْ يَظُـنُّ أنَّ عَقلَـهُ وازِنٌ
بِنَظرَةٍ واحِـدَةٍ يَقلُبنَ لَهُ الموازينَ
إذا كانَ الرَأسُ خَزينَةَ العَقلِ فَتِشْ
رؤوسَ الرِجالَ تَجدُها فارِغَةً الخَزينَة
إذا فَتَّشـتَ عقولَهُمْ وجَدتَ نِصفَها
لِلعيونِ أسيرةً ونِصفَها خَلفَ الرُموشِ سَجينَة
ماتَترُكُهُ لَهُمُ العيونُ تأخُـذُهُ الرُموشُ
ضَحايا العُيونِ يَتَرَنَحونَ فَتَظُنُّهُمْ مَجانينَ
وَيلي مِـنْ رُموشِ العُيـونِ السـودِ
وَيلي مِنْ نَظرَةٍ يُضاهي حَدُّها السَـكاكينَ
ومِنْ شِـفاهٍ بِلَونِ الخَمرِ وماهِيَ بالخَمرِ
بِقُبلَةٍ واحِـدَةٍ يَنقَلِبُ الرِجـالُ طينَـة
فيُصبِحونَ كالسُكارى وماهُمْ بالسُكارى
تَدورُ الأرضُ بِهِمْ حينا ويَدورونَ حينـا
كُلُّ الرِجـالِ يَنحَنونَ أمـامَ الجَمـالِ
إنْ كانوا خَدمـاً أو كانوا سَـلاطينا
تَحومُ القُلوبُ حَولَ المفاتِنِ أينَما حَلَّتْ
تُقَدَمُ القُلوبُ لِسِـحرِ المفاتِنِ قَرابينـا
رِجالُ الماضي أعطوا الجَمـالَ حَقَّـهُ
جَعَلوا لَهُ آلِهَةٍ، كادوا يَجعَلوهُ دينـا
وأنتِ ياسَـيدَتي الجَميلَةِ رِفقـاً بِنـا
وعَلى صِغَرِ عُقولِنا بَعدَ اليَومِ لاتَلومينا
*****
نثرية (يسمح بنشرها دون إذن مسبق)
بقلم طريف يوسف آغا
كتبت لأمسية (غزل وخواطر من المهجر)
المركز الثقافي العربي الأمريكي
6 تشرين الأول، أوكتوبر 2019
هيوستن، تكساس