سـامحيني

لدينا هنا عاشـق يطلب الغفران من حبيبته بعد أن زل لسـانه بأسـرار علاقتهما فإذا به أمام جواب أقل مايمكن أن يقال فيه أنه يجسـد الحب بلا حدود.

سـامحيني

أتاها والأسـفُ على مُحيّاهُ قد لاح َ

وفي عينيهِ تسـكنُ الندامة

قالَ سـامحيني فلسـاني بالأسـرارِ قد باحَ

وأعرفها ألسِـنةَ الناسِ ظلاّمة

أسْـرارُنا صارتْ في الأفواهِ مُضغة

يتسَـلونَ بها قعوداً وقياما

ويح اللسـانِ حدهُ يقطعُ الصخرَ

بأشـواكهِ الصبارُ قد هاما

لا أعرفُ كيفَ بالأخبارِ قد زلَّ

كيفَ غافلني وألقى الكلاما

لا ألومكِ بعدَ اليوم إنْ كرهتيني

فهتكُ أسـرار الحبِّ مازالَ إجراما

عُذري أنَّ قلبي منْ لسـاني بريءٌ

وهوَ لهُ طالما عاتبَ ولاما

قلبي مازالَ على العهدِ أمينٌ

أليسَ عقابُ العاشِـق ِ بذَلـَّةِ الواشـي حراما؟

***

قالتْ لهُ ياسـيدي لاأسـتطيعُ أن أكرهكَ

انقطعَ النبضُ في عروقي أمْ داما

فأنا أُصبْتُ بحُبِّـكَ

منذُ سِـنِّ الفِطامة

وإنْ نهلتْ ألسِـنةُ الناسِ مني

وغرزتْ كلامَها في قلبي حُسـاما

فإزالتُـكَ مِنْ حياتي بحاجَةٍ لجراحةْ

تتجاوزُ العِظاما

كلامُ الناسِ مقدورٌ عليهِ ولكنْ

لاأقدرُ عنْ حبِّـكَ فِصاما

كلامُ الناسِ لاينتهي

وإنْ وضعتَ على فمِهمْ لِجاما

يكفيني أنْ أكونَ عندكَ جارية

تُلهِمُ لأشـعارِكَ الأقلاما

جاريةٌ تعيشُ على عطفِكَ

وتجعلُ منْ حبِّـكَ إدامة

لا تسـألنيْ بعدَ اليوم إنْ كنتُ أكرَهُـكَ

فمنْ تكرهُ أنْ تكونَ على خدِها شـامة؟

أنا ياسـيدي منذُ عَرِفتكَ

قلَّدتُ نفسـي حبَّـكَ وِسـاما

أُحِبُّـكَ كما تحبُّ العينُ البصرَ

وكما يُحِبُّ الزاهدُ الصياما

وإنْ طالَ بيَ العُمرُ أو قَصُرَ

سـأبقى أحبُّـكَ إلى يوم ِ القيامة

***

شـعر: طريف يوسـف آغا

هيوسـتن/تكسـاس

محرم 1432/كانون الثاني 2011