تركنا بيت أبي وقررنا الرحيلا

تَرَكنا بَيتَ أبي وقرَّرنا الرَحيلا

بقلم طريف يوسف آغا

تَرَكنا بَيتَ أبي وقَرَّرنا الرَحيلا

تَرَكناهُ ولكن ماكانَ باليَدِ حيلَة

رَحَلنا مِن أجلِ حَياةٍ كَريمَةٍ

ولكِنْ ماتَرَكناهُ ماكانَ قَليلا

تَرَكنا ذِكرَياتٍ هيَ جِزءٌ مِنَ القَلبِ

إنْ نَزَعناها هَوى القَلبُ قَتيلا

فيهِ كَبَرنا أنا وإخوتي وفيهِ

تَعَلَّمنا ولَهَونا وأمضَينا أوقاتاً جَميلة

هُنا جَلَسَ أبي يَتَفَحَّصُ وظائِفَنا

وهُناكَ جَلَسَتْ أمي تَطوي الغَسيلَ

كانَ واحَتَنا في صَحراءِ الحَياةِ

ماظَمِئنا إلا وكانَ لَنا السَبيلَ

ولَطالما ضَمَّنا بَينَ جَناحَيهِ وقَبَّلَنا

ماكانَ بالدِفءِ والحَنانِ عَلينا بَخيلا

ولما صارَ لَنا أجنِحَةٌ طِرنا بَعيداً

هَجَرنا مَنْ كانَ لَنا الخَليلا

جَمائِلُه عَلينا لاتُعَدُّ ولاتُحصى

ونحنُ هَكذا رَدَدنا لَهُ الجَميلا

في يَومِ السَفَرِ سَـمِعتُ صَوتاً لاأدري

أصَوتُ الطائِرَةِ أمْ بَيتُنا يَنتَحِبُ عَويلا

سَـمِعتُهُ يَقولُ أينَ تَذهَبونَ وتَترُكوني؟

مَنْ في غُرَفِكُمْ سَيَكونُ النَّزيلا؟

تَحتَ سَقفي أعَلتُكُمْ في الأمسِ

فَمَنْ يَكونُ اليَومَ ليَ الـمُعيلا؟

تَهجُروني اليَومَ وأنتُمْ تَعلَمونَ أنَّ

البيتُ الذي يَهجُرُهُ أهلُهُ يَغدو ذَليلا

*****

نثرية (يسمح بنشرها دون إذن مسبق)

بقلم طريف يوسف آغا

أمسية المركز الثقافي العربي الأمريكي في هيوستن

الأحد 8 آب، أوغست 2021

هيوستن، تكساس